رواية انا لها شمس بقلمي روز أمين من الفصل الأول للعشرون حصري بمدونة أيام نيوز
المحتويات
إيثار
زفرت إيثار لتجيبها بنبرة حاسمة
هرجع وأقول لك إنك لازم تروحي للدكتور النفسي وتتابعي معاه علشان تتخلصي من عقدة الذنب اللي ملازماكي طول الوقت واللي ملهاش اساس من الصحة أصلا
استدارت لتمسك كفيها وهي تقول بنبرة حنون
إنسي اللي حصل وحاولي تعيشي
حياتك مع الإنسان اللي بيحبك وشاريك
أخذت نفسا عميقا لتقول بعد حسم قرارها
باغتتها الاخرى بإصرار
وتكلمي وليد وتقولي له إنك موافقة ترجعي له بس بشرط يتقدم لك رسمي زي ما طلب منك قبل الحاډثة
ابتسمت بخجل ليهتف الصغير بسعادة
يلا يا لارا علشان نلعب
ضحكت لارا لتهبط سريعا تنضم لذاك البرئ لتشاركه اللعب
باليوم التالي في تمام الساعة الثانية ظهراكانت مندمجة بالعمل على جهاز الحاسوب تنظر بتمعن شديد على شاشته من خلال نظارتها الطبية بينما تتحرك أناملها فوق لوحة الكتابة بسلاسة وطلاقةقطع إندماجها صوت رنين هاتفها الجوال لتتوقف وتنظر عليه وبلحظة اعتلت إبتسامتها ثغرها ليضيء وجهها تلقائيا حين وجدت نقش حروف اسمه التي زينت الشاشة لتحول من قلبها الهادئ لمتراقصخلعت عنها النظارة ثم أمسكت الهاتف لترد بصوت بذلت قصارى جهدها ليبدوا هادئ
هتصدقيني لو قولت لك إن دي أرق ألو سمعتها في كل حياتي نطقها بصوت يفيض رجولة لتبتسم قائلة بعدما أرادت مشاكسته
وبعدين معاك يا سيادة المستشاربالراحة عليا أنا مش قدك
بصوت صادق أجابها
ده سيادة المستشار هو اللي طلع غلبان ومش قدك
ليسترسل مخبرا إياها بملاطفة
بقى أنا افضل طول الليل سهران علشان طيف عيون سيادتك ملازمني ومش سايبني في حالي ولما بصعوبة أنام الساعة تلاتة الفجر ألاقيك جاية لي كمان في أحلامي
لا واللي أفظع من كده إني ولأول مرة في حياتي من ساعة ما
اتعينت في النيابة أعمل مكالمة شخصية من مكتبيعلشان تتأكدي إنك قدرتي تسيطري على كل جوارح فؤاد علام وتخليه يكسر ويخالف ثوابت حياتهمش عارف هتوصليني معاك لحد فين
تنهد وبدأ بلف مقعده يمينا ويسارا باسترخاء ليتابع مستطردا بنبرة رجل يذوب عشقا
بقي إيثار المسكينة عملت كل ده في فؤاد علام! نطقتها بدلال جعل من قلبه هائجا متوهجا ليرد عليها بمراوغة
والله ماحد طلع مسكين غير فؤاد علام
ابتسمت وتحمحمت قبل أن تقول باستئذان متهربة من كلماته التي تسحبها لعالم مليء بالحالمية وليس هذا بالمكان المناسب لتلك المحادثات
مقدرش أزعل منك قالها بصوت حنون ليتابع مفسرا موقفه
أنا أسف بجد أنا كنت مكلمك علشان أشتكي لك من طيف عيونك اللي عڈبني معاه طول الليل وكنت مقرر أقفل بسرعة علشان معطلكيش عن شغلك
واستطرد بصوت متأثر
بس كعادتي معاكالكلام مبيخلصش وجملة بتجر جملة وموضوع بيجيب موضع وبنسى الوقت وياك
نعم
عنيك حلوة قوي قالها قاصدا وهو يبتسم بخبث بعدما تيقن من إنصهار مشاعرها من أثر كلماته الساحرة ليتابع مسترسلا بعدما قرر أن يرأف بحالتها
انا هقفل علشان تشوفي شغلك وهكلمك على الساعة عشرة بالليل
وافقته فأنهى المكالمة لتتنفس بعمق وباتت تتفقد حرارة وجنتيها التي توهجت جراء كلماته التي نقلتها لعڼان السماء
بينما وقف هو ليتحرك حتى وصل لنافذة مكتبه الزجاجية ووقف يتطلع للبعيد بعينين لامعتين بوميض الهوىانتشى داخله وبلحظة تعجب وبات يلوم حالهكيف سمح لعقله الواعي بالإنجراف كالمغيب خلف مشاعره الهوجاءمازالت مخاوفه من تكرار الماضي تلاحقه برغم محاولاته بالمضي قدمابالنهاية قد وقع صريعا لعيناها لكنه سيوازن اموره بالتأكيد ولن يسمح لأخطاء الماضي بأن تتكرر
داخل الحديثة الخاصة بمنزل نصر البنهاوي
تتجاورتان سمية وياسمين الجلوس لتنطق الاولى بنبرة بائسة وقد اكتسى وجهها بالحزن واليأس
أنا تعبت يا ياسمين ومبقتش عارفة أعمل إيهكل يوم بيعدي وبيقربنا من الإنتخابات بحس إن روحي بتتسحب مني مصيري بقى متعلق بالإنتخابات ونهاية حياتي مع عمرو بتقرب
وعلى حين غرة التفتت إليها لتهتف بنبرة حاقدة
ده أصلا مش طايقني لا أنا ولا البنت لوحده تخيلي بقى لما اللي إسمها إيثار دي ترجع هيعمل فينا إيه ده الواد لما بييجي بينسيه الدنيا وما فيها أمال لما هي بنفسها تيجي هيعمل معاها إيه
تنهدت لتجيبها بما يطمئن قلبها
إوعي تكوني فاكرة إنها لما هترجع البيت هتتعامل زي قبل الطلاق إيثار قيامتها هتقوم بمجرد رجوعها للبيت ده تاني وحب عمرو وجنونه بيها مش هيشفع لها عند ستهم اللي خلاص حطيتها في دماغها وناوية تطلع القديم والجديد كله على چتتها
لتسترسل بشفقة ظهرت فوق ملامحها
طب تصدقي باللي خلقكرغم إن إبن إيثار بينغص عليا حياتي كل ما ييجي هناإلا إنها صعبانة عليا قويدي هتشوف أيام أسود من قرن الخروب وبكرة تقولي ياسمين قالت
رفعت كفيها وهي تنظر للسماء وتنطق بكلمات تقطر حقدا وغلا
إلهي ما تشوف غير الهم والحزن في حياتها إيثار بنت منيرةربنا
متابعة القراءة