رواية بقلم تسنيم المرشدي

موقع أيام نيوز

 

 


هعمل اللي حضرتك قولتي عليه
أميرة ابتسمت وقالت له 
خلاص وانا قبلت اعتذارك
المدير بص لباقي الطلاب في المدرجات ووجه لهم كلامه 
مهند تعدي حدوده علي الدكتورة أميرة ونتيجة لعدم انضباط أخلاق قررنا بفصله شهر كامل وده تحذير لأي طالب يفكر يتعدي علي دكتور هنا في الجامعة أو يتخطي قواعد الكلية

المدير خرج ووراه مهند عمر قرب من أميرة بس اتفاجئ أنها بتخرج وراهم وقفت المدير قبل ما يمشي واستسحمته بلطف 
لو سمحت يا دكتور قرار فصله غلط شهر كتير اوي وهيفوته منهج اكتر ياريت لو حضرتك تعيد القرار عشان بس مصلحته
المدير بصلها بتعجب وقالها بعدم تصديق 
انتي اللي بتدافعي عنه بعد اللي عمله !
أميرة ردت
عليه بتلقائية 
حضرتك أنا قولتله قبلت اعتذاره وسامحته يعني أكيد متمنالوش غير الخير والهداية ياريت تعيد النظر في القرار
المدير سحب نفس وبص لمهند لمدة وقاله 
لولا دكتور أميرة بس وده يعلمك أنك تكون خلوق مع اللي قدامك عشان تلاقي الخير دايما
مهند بص لاميرة بإمتنان كبير وقالها بفرحة 
متشكر لحضرتك جدا بجد مش عارف اقولك ايه
أميرة ردت عليه بنبرة لطيفة 
متقولش حاجة اتفضل علي محاضرتك
أميرة التفتت ولقت عمر خارج من المدرج بتاعها ابتسم لها وقالها 
حبيبي أبو قلب طيب
أميرة ضيقت عيونها عليه وقالت له 
روح علي محاضرتك يا دكتور ده مش مكان للحب
سابته ومشت وسمعته وهو بيقول 
ممم ماشي اتقلي براحتك
مبصتش وراها بس ضحكتها اترسمت علي وشها بعفوية دخلت المدرج تكمل المحاضرة استغربت أن الكتاب مقفول مع انها سابته مفتوح فتحته عشان تكمل شرح واتفاجئت بوجوده وردة لونها احمر ومكتوب جنبها بحبك عمر 
مسكت الوردة وبصتلها بحب ونست تماما العيون اللي بتراقبها انتبهت لهم وبصت لهم بإحراج شديد وخصوصا لما شافت ضحكهم وهماستهم بين بعض ..
سحبت نفس تسترجع قوتها وحطت الوردة علي المكتب قدامها وقالتلهم بنبرة حادة عشان تنهي اي همس 
نركز ونرجع لمحاضرتنا ..
بدأت تشرح لهم وعقلها كله مشغول مع عمر وتصرفاته والادهي أنها مبقتش بتحس بضيق وتأنيب ضمير لما يتعامل معاها هزت راسها تطرد تخرجه من أفكارها وركزت في شغلها ..
رقية صحت واتفاجئت إن الضهر خلاص هيأذن مسكت موبايلها وهي مضايقة أنها ممكن متكنش ردت علي مكالمات مسلم بس اتفاجئت أنه مطلبهاش أصلا
حست بقلق جواها وكلمته من غير ما تتردد بعد مدة بسيطة رد عليها بصوت تايه 
ايه...
رقية استغربت صوته واتكلمت بنبرة سريعة 
انت كويس صوتك ماله
مسلم سحب نفس يظبط حنجرته ورد عليها 
أنا كويس بس كنت نايم
رقية عقدت حواجبها باستغراب وسألته بفضول 
نمت فين 
مسلم فرك عيونه بكسل وقالها 
في العربية أنا تحت بيتكم
رقية نطت من علي السرير ووقفت في بلكونة أوضتها مسلم خرج من العربية وشاور لها ابتسمت له وعاتبته بلطف 
مطلعتش تنام هنا ليه 
رد عليها باختصار 
رجعت بعد الفجر ومحبتش أصحيكي
رقية بصتله بحزن لما شافته بيحاول يفرد ضهره دخلت الأوضة وطلعت الورقة من شنطتها وضحكت بحماس وقالت له 
طيب اطلع عايزاك تشوف حاجة ضروري
مسلم رد عليه باختصار 
تمام
رقية قفلت معاه وهي متحسمة جدا بصت للورقة ورددت وهي مش قادر تصبر علي طلوعه ورددت وهي بيتحط أيدها علي بطنها بشوق 
يا تري هتطلع انت ولا انتي 
مسلم طلع علي السلم وموبايله رن رد عليه من غير ما يتردد 
استاذ مجدي صباح الخير
مجدي رد عليه بنبرة فيها حزن 
صباح النور عارف انك مشغول بس لو تقدر تيجي لي الوقتي عايزك في موضوع ضروري
مسلم بص لفوق علي باب البيت واتنهد وقاله 
حاضر نص ساعة واكون عندك
مسلم نزل تاني وكلم رقية في الموبايل بلغها بمكالمة مجدي وهي مقدرتش تعترض لأنه مسبلهاش اي مجال للاعتراض هو مشي أصلا بصت للورقة في أيدها بحزن ورجعتها في الشنطة تاني خرجت برا اوضتها وهي فاقدة الشغف في كل حاجة قعدت مع والدتها علي أمل يحصل حاجة تخرجها من حالتها اللي وقعت فيها ..
مسلم وصل الفيلا وجواه أسئلة كتير بدور ورا طلب مجدي أنه يشوفه قلبه اتقبض مجرد ما تخيل أنه ممكن يرجع في بيع الفيلا أو يطلب منه الفلوس هو بيعافر عشان يصلح حياته ويستقر معقول كل أحلامه الوردية هتتقلب كابوس!
سحب نفس ودخل وسط احتفال كبير من فاطمة 
البيت مضلم من غيركم والله كيف أحوال ست البنات يارب تكون بخير
مسلم رد عليها بإمتنان لسؤالها 
كويسة الحمدلله يا فاطمة
مسلم دور بعيونه علي مجدي وسألها للتأكيد 
استاذ مجدي في المكتب 
فاطمة هزت راسها بتاكيد وردت عليه 
أيوة جوا حتي جالي أدخلك عنده جوام اول ما توصل
مسلم شكرها ودخل عنده بعد ما استأذن ومجدي سمح له بالدخول مسلم قعد وبصله بتردد 
خير حضرتك كلمتني وحسيت من صوتك أن فيه حاجة 
مجدي سحب أكبر قدر من الأكسجين عشان يقدر يتكلم مع مسلم مش عارف هيطلب منه كده ازاي بس مضطر مش بيقدر يثق في حد غيره رفع عيونه عليه وبدأ يتكلم بأسي 
كنت قولتلي أن مراتك كانت بتابع مع دكتور نفسي..
مسلم رغم أنه اتفاجئ بكلام مجدي اللي كان أبعد ما يكون عن مخيلته بس حس براحة أنه مطالبوش بالفلوس زي ما كان متوقع هز راسه بتاكيد لكلام مجدي وسأله باهتمام 
ايوة حضرتك بتسال ليه 
مجدي بلع ريقه ورد عليه وهو محروج وحزين في نفس الوقت 
أنا قافل علي رانسي بقالها يومين في اوضتها يدوب بتاكل وتشرب وحتي دول رافضاهم فاطمة اللي بتبلغني رانسي محتاجة تتعالج أو مش عارف هي محتاجة ايه بس دي الفكرة اللي وصلت لها
مسلم مكنش فاهم كلام مجدي وحاول يفهم منه اكتر 
ليه كل ده يعني حصل ايه في يومين يخلي حضرتك تطلب أنها تتابع مع دكتور نفسي
مجدي بص علي أيده وهو بيفركها جامد ورد عليه وعيونه بتلمع 
مش من يومين ده عمر كامل حياة عاشتها بعيد عني سببت أنها تكون انسانة غير سوية عاشت في بيئة غلط كونت من شخصيتها اللي انت شوفتها واتعاملت معاها
مسلم بصله بطرف عينه وهو بيحاول يستشف اللي ورا كلامه مجدي لاحظ نظراته ووضح له كلامه 
أنا عارف هي كانت بتعمل معاك ايه..
مسلم بص في الأرض بإحراج ومقدرش يواجهه رغم أنه مغلطش في أي تصرف معاها إلا أنه مقدرش يبص في عيونه عشان ميشوقش نظرة الخزي من تصرفات بنته مجدي اتنهد وكمل كلامه 
تصرفاتها بقت ۏحشية لدرجة أنها كانت نفس ومحستش بأي تأنيب ضمير للأسف أنا كنت سبب من الأسباب في اللي هي وصلت له ويمكن أكون عامل أساسي كمان فأرجوك يا مسلم ساعدني وخلي الدكتورة تيجي تتابع معاها هنا في الفيلا عايز احس اني بعملها اي حاجة صح ولو لمرة!!
مسلم هز راسه بتفهم وبصله بشفقة لوضعه اللي واقع فيه وقرر يساعده من غير تردد ..
مساءا مسلم خلص مع العمال تجيهزات اليوم التالت وكلم رقية في الموبايل يطمن عليها اتفاجئ إنه موبايله فاصل شحن وميعرفش من وقت قد ايه
سحب نفس ونزل العربية شحنه بمواصلة موجودة في العربية مخصوص لشحن الموبايلات فتحه ورن عليها اكتر من مرة بس ملقهاش رد منها ..
رمي الموبايل بعصبية واتحرك بالعربية وهو قاصد يروح لها عند بيت اهلها ركن العربية تحت وطلع وهو متنرفز بسبب عدم ردها علي مكالماته قبل ما يخبط علي الباب سمع اصوات دوشة جاية بس مقدرش يحدد هويتهم بسهولة ..
خبط علي الباب ووليد اللي فتح له بابتسامة
سمجة 
انت شرفت ده انت هتتنفخ
مسلم كان هيرد عليه بس اول ما لمح فادي ملامحه احتدت بضيق شديد وسأل وليد بحدة 
رقية فين 
وليد شاور له علي اوضتها 
في الاوضة بقالها ساعة مخرجتش تقريبا بتفكر ازاي
مسلم حس براحة لما عرف انها في الأوضة ومختطلتش مع فادي بص لوليد وضربه في كتفه جامد ورد عليه 
يخربيت تفكيرك
كلهم رحبوا بيه وهو رفض يقعد وسطهم وأستاذن أنه يدخل لرقية الاوضة خبط علي الباب ودخل من قبل ما تسمح له ملامح وشها كانت كفيلة تأكد له صحة كلام وليد قعد جنبها علي السرير وسألها باستفسار 
مش بتردي علي مكالماتي ليه 
رقية مستحملتش سؤاله السخيف واندفعت فيه 
قولي انت فين من الصبح قولتلي رايح الفيلا ومن وقتها اختفيت معرفش عنك حاجة وموبايلك مقفول وعايزني لما ترن عليا بعد كل الساعات دي أرد عليك عادي كدا الفيلا كانت وحشاك للدرجة دي 
مسلم سحب نفس ورد عليها بهدوء 
أنا طول اليوم كنت في الشقة مشوار الفيلا ده مختش ساعة أصلا وبعد كده روحت اشوف العمال وصلوا لإيه وملاحظتش أن الموبايل فصل شحن أنا بمسكه بالصدفة لقيته فاصل نزلت شحنته في العربية وكلمتك وانتي مردتيش
رقية قلبت عيونها ومرتش عليه وهو مضايق من ردها وكمل كلامه بخنقة 
بلاش المعاملة دي أنا طالع عيني في الشقة عشان تخلص واخدك ونمشي من هنا ده انا حتي مهانش عليا اروح امبارح ارتاح شوية ونمت في العربية عشان مدخلش الفيلا وانتي مش معايا مع أن انا يعني وضعي محتاج راحة ومجهود بسيط بس بعمل كل ده عشانك وانتي مش مقدرة بتستسهلي الزعل وتعملي مشكلة من مفيش
رقية حست بندم بسبب هجومها عليه بس محبتش تعترف وعاتبه بس بنبرة أهدي عن الاول 
مهو مش معقول يعني يا مسلم انت شايل الشقة لوحدك المفروض تشاركني كل شوية حصل فيها ايه ووصلتوا لإيه دي اقل حقوقي يعني أنا مطلبتش فرح ولا شهر عسل وماشية معاك في أي مكان تروح فيه المفروض تشاركني اللي بيحصل علي طول نشوف هنأسسها ازاي من اول وجديد نختار مع بعض العفش والأثاث والألوان والستاير والسجاد والمفارش وكل ركن فيها لكن متعملش كل حاجة لوحدك كده
مسلم غمض عيونه بضيق وبعد ما خلصت كلامها قالها 
أيوة بس ده لسه عليه بدري إحنا حاليا بنعالج اللي المشاكل اللي حصلت في الخرسانة وقت ما تكون واقفة علي الدهان هشاركك أكيد
حل الصمت بينهم وكل واحد فيهم حاول يهدي أعصابه عشان يصالح التاني 
برا الاوضة فادي جت له مكالمة من صاحبه في أمريكا قام وقف وأستاذن يدخل اوضة وليد يتكلم فيها براحته وقف في البلكونة ولأنها كانت بلكونة مشتركة مع اوضة رقية فكان سهل يوصله الكلام اللي بيدور بينهم ..
رقية قطعت الصمت بسؤالها اللي خرج بنبرة غيرانة 
روحت الفيلا ليه 
مسلم بصلها وهو بيعيد كلام مجدي وقالها 
شكلنا كده ظلمنا رانسي!
رقية ضيقت عيونها عليه وهي مش مصدقة كلامه واندفعت فيه 
ايه ده يا حرام بجد وهي يا تري اللي أثبتت لك كده
مسلم هز راسه باستنكار بسبب أسلوبها وحاول يفهمها 
مقابلتهاش أصلا أستاذ مجدي قالي أنه قافل عليها في أوضتها بقاله يومين
رقية ردت عليه بتلقائية 
لازم يعمل كده بعد ما وقعتني من علي السلم لولا هو اللي لحقني
مسلم بصلها پصدمة لأنه اول مرة يسمع الكلام ده وردد بعدم استيعاب 
وقعتك! امتي ده 
رقية حست بندم أنها قالتله بس مكنتش تقصد سحبت نفس وهي بتعاتب
 

 

 

تم نسخ الرابط