زوجة على الهامش بقلم نداء علي
المحتويات
وتعالي نتغدا برة.
غلبتها دموع الندم علي سنوات قضتها في وهم وفاقت من غفلتها بعدما احضرت لاصقة طبية تعالج بها چرح يدها لتتحدث في ثبات نابع عن صدمة قاسمة
فعلا يا فيصل انت معايا مختلف في كل حاجة كنت أول راجل أثق فيه وهتكون أخر راجل أثق فيه مستحيل اغلط من تاني واصدق حد مستحيل.
تحدثت والدة سوزي بحدة قائلة
لأ ياحبيبي احنا وافقنا تتجوز بنتي رغم فرق السن الكبير لما لقيتها بتحبك ومتعلقه بيك لكن تقهرها وتزعلها كل يوم والتاني يبقى خلاص.
مش فاهم انا زعلتها في ايه بنتك متجوزاني وعارفه ان زوج وعندي عيال ايه اللي جد
والدة سوزي اللي جد ان امك قالت ان جوازتك الأولانية علي ورق شكل قدام الناس علشان بناتك وان بعد ما تتجوز بنتي اللي غيرك يتمنى منها نظرة واحدة مش هتفكر في حد غيرها جاي دلوقتي تقولها هعدل ما بينكم وتقسم الاسبوع بينها وبين سوزي يبقي انت اكيد اټجننت
لو سمحتي التزمي حدودك معايا أنا حر أعمل اللي يعجبني
والدة سوزي حر دي في اللي يخصك لوحدك لكن بنتي
تخصني يا دكتور أنا معنديش غيرها ومش هسمح لحد يقهرها طول ما انا عايشة.
مصطفى والمطلوب مني
والدة سوزي تنسى العبط اللي انت قولته أنا بنتي متتساواش مع غيرها وكفاية اوى انك سايب التانية علي ذمتك واحنا راضيين
والدة سوزي يبقى تطلق بنتي
سوزي متدخلة في الحديث ماما ايه اللي بتقوليه ده
والدتها اسكتي انتي كله من تحت راسك وبسبب دلعك قولتلك بلاش الجوازة دي فضلت ټعيطي وتقولي بيحبني وهيبقى ليا لوحدي ودلوقتي جاي يعملنا الحاج متولي لأ ياحبيبتي يختار يانتي يا الست رضوى.
صعد فيصل الي شقته بثقة يدعيها كي لا يظهر أمامها حزنه وضعفه حاول فتح الباب كعادته لكنه لم يفلح تنهد بضيق ودق جرس الباب إلى أن استمع إلى صوت همس تستعلم عن هوية الطارق قائلة
فيصل پغضب افتحي ياهمس مين يعني اللي هيجي دلوقت.
همس بجدية نعم الولاد مش هنا جاي ليه يا دكتور
فيصل پجنون افتحي الباب بقولك ايه اټجننتي!
فتحت الباب كي يكف عن صياحه فدلف پغضب قائلا
في ايه أنا مفروض استأذن قبل ما اجي بيتي
همس اه ده المفروض احنا اتطلقنا يعني بقيت غريب زيك زي أي راجل
فيصل نعم!
همس اللي سمعته ومش معنى ان البيت ملكك يبقى تروح وتيجي علي مزاجك
همس بدهشة وانت فكرني كنت بلعب معاك!
فيصل بس أنا كنت بريحك عارف انك متضايقة فقولت انفذلك طلبك يمكن تهدي.
همس اهه قولتلي يعني انت طلقتني علشان تريحني والله كتر خيرك يعني مطلقتنيش لأن غرورك ميسمحش اني ارفع قضية خلع.
فيصل بتعب طب ممكن أقعد الأول ونتفاهم
همس مفيش تفاهم يا فيصل
انتهينا خلاص ياريت تحترم علاقتنا اكتر من كده.
همس بسخرية
ويا ترى بقى العروسة موافقة
فيصل بتحذير بلاش نبدأ الاسطوانة دي يا همس أنا مش هستني الاذن منها ولادي قبل أي حد
همس تصدق البنت دي بدأت تصعب عليا متعرفش انها وقعت مع واحد مختل زيك.
انتفض پغضب واقترب منها لكنها حذرته قائلة بجدية
والله العظيم لو لمستني لكون رايحة عاملة محضر عدم تعرض انت فاهم
فيصل هي وصلت لكده
همس اه يا فيصل وصلت وخلي في بالك ولادي في حضانتي بمزاجك أو ڠصب عنك سامع
فيصل وقد فاض به
انت ايه مبتحسيش أنا مش قادر اتخيل حياتي من غيرك وقولتلك وصارحتك اني هتجوز مخونتكيش ولا ضحكت عليكي بتحرمي شرع ربنا ليه!
همس بهدوء يعتصر فؤادها ويدعوها إلى الفتك به
أنا حرة مش عاوزاك ومفترض انك تركز في حياتك الجديدة وتنسى الماضي شاغل نفسك بيا ليه
فيصل تمام يا همس أنا كنت جاي أخد هدومي بعد اذن
جنابك وبالنسبه لولادي فوقت ما احب اخدهم فلازم تفهمي ان مفيش مخلوق يقدر يمنعني.
تركها ودخل الي غرفته يجمع أغراضه لتقع عينه علي ألبوم صورهما الممزق حمله ونظر إليه پصدمة ورفض توجه الي همس متسائلا
انت قطعتي صوري يا همس للدرجة دي
همس بمرارة مش صورك لوحدك دي صور بتجمعنا سوا ذكريات كنت بحافظ عليها من أي حاجة تخربها لكن خلاص مبقلهاش عندي قيمة ولا حابة افتكرها ولا احافظ عليها كل صورة منهم بتأكدلي ان اخترت غلط كل ابتسامة صافية اخدتها مني اتبدلت لشعور صعب واحد زيك يحس بيه شعور بالعجز والخيبة والمرارة ياريت متزعلش اوي كده على شوية صور كانوا وهم زي علاقتنا بالظبط.
ابتسمت كاميليا بعدما شاهدت فيصل يلج الي المشفى تطالعه باشتياق وقد انقطع اسبوع عن العمل دون سبب محدد وكلما تحدثت اليه يخبرها انه مرهق ليس إلا لا يعلم لم أخفى عنها أمر طلاقه من همس هل لديه أمل أن تعد إليه همس أم يأبى الاعتراف بما ألت اليه الأمور بينهما!
اسرعت كاميليا تجاهه فابتسم بهدوء قائلا
ازيك يا دكتورة اخبارك ايه
كاميليا بخير الحمد لله انت عامل ايه بقيت احسن
فيصل أه الحمد لله مشوفتيش دكتور مصطفى
كاميليا في العمليات وقال لما توصل تستناه في مكتبه
فيصل تمام.
كاميليا بتردد ايه رأيك تيجي النهاردة تتغدي في البيت عندنا وتحاول تكلم بابا
فيصل بجدية والدك محبكها بزيادة وحقيقي مش فاهم موقفه
كاميليا علشان خاطريأنا مش عاوزاه يفضل مخاصمني كده
فيصل ماشي يا كاميليا هحاول معاه تاني
كاميليا بسعادة خلاص هستناك نروح سوا
فيصل تمام هروح أنا اشوف مصطفى.
بمنزلها تجلس بتوتر بعدما انضم اليهما والدها يرتشف كوب القهوة بترو وسكون وكأنه لا يراهما تحدثت كاميليا بمرح تسعى لاستمالة والدها قائلة
ايه يا بابا حضرتك زعلان علشان الماتش ولا ايه
طاهر بهدوء أزعل من ايه الخسارة مش عيب ولا تقل من صاحبها بالعكس أوقات بيخسر الانسان علشان يفوق ويبدأ من جديد
فيصل بتحدي حضرتك الخسارة ملهاش غير معنى واحد وأي تبرير بيبقى زي عدمه.
طاهر ده بينطبق عالناس الضعيفة الهشة أما الانسان القوي بيقاوم لأخر نفس.
فيصل دي وجهات نظر عموما بعد اذن حضرتك أنا جاي النهاردة نحدد معاد لكتب الكتاب والفرح
طاهر بلهجة جادة
كاميليا قدامك أهي اتفق معاها وهي هتبلغني ومبروك مقدما
فيصل پغضب أنا نفسي أفهم موقفك ده اعتراض عليا كشخص يعني ولا مجرد فرض رأي وخلاص!
طاهر بحدة أوعى صوتك يعلي في بيتي انت فاهم أنا من الأساس مش شايفك علشان ارفض أو اوافق والدكتورة اللي بتحاول تحايلني بكلمتين كأني عيل وهرجع في كلامي بتحلم فاهمه يا كاميليا بتحلمي لأني مبرجعش في كلمة قولتها لو على رقبتي استأذنك يا دكتور أنا بنام بدري خد راحتك مش هتفرق كتير معاك ولا معاها.
من أروع عطايا الخالق واكثرها غموضا مشاعرنا فهي ملك لنا دون غيرنا ومهما حدث تبقى بداخلنا نحب ونكره ونحزن ونسعد نحيا وندعي أننا أحياء ولا يمكن لأحد مهما بلغت سطوته أن يدرك الحقيقة إلا نحن.
غامت عيناه ببريق خاص به من الحب والاعتياد ما يجعلها تعشقه اكثر واكثر ربما ليس عاشقا لها وربما يعشقها دون أن يدري فحواجز النفس تعيقنا من الاستمتاع بما نملك وتجعلنا
متابعة القراءة