زوجة على الهامش بقلم نداء علي

موقع أيام نيوز

وأشوفك توقعت إني هقابل عروسة سنها مناسب أنا اكبر منك باكتر من ١٥ سنة.
سوزي وأنا موافقة وعاجبني مطت شفتيها بحزن وتحدثت بلهجة يشوبها العتب
وبعدين أنا مش فاهمة أنت بتتهرب مني ليه مش عجباك مثلآ!
نفى ما قالته دون انتظار وكأنه يخشى اغضابها وربما فقدانها 
بالعكس أنا شايف انك تستاهلي شاب قريب من سنك وتكوني الأولى في حياته
اقتربت إلى حد خطړ حد لا يحق لها وهمست بتأكيد
صدقني إللي يهمني اني أكون الأخيرة أنا بيتقدملي ناس كتير جدا وكل واحد بيكون مواصفاته أحسن من اللي قبله لكن انت غيرهم كلهم.
منحته كلماتها ما يحتاجه أي ذكر يهفو إلى التغيير واستعادة سنواته المفقودة بين طيات الكتب والركض خلف قطار الحياة فاستمع إليها بنشوة ورغبة في المزيد
احتضنت كفه بخاصتها ومنحته شعورا جعله يلقي بزوجته الغافلة عن نيته وبناته اللائي لم ينعمن بعد بقربه فتحدث بتلهف قائلا
بس أنا مش هقدر اطلق مراتي.
سوزي طنط سوسن قالتلي إنك متمسك بيها علشان بناتك وأنا موافقة واحترمت قرارك جدا صدقني أنا بحبك
مصطفى بدهشة بتحبيني!
سوزي أيوة.
مصطفى طيب يلا قدامي خليني اكلم ماما ونتفق على معاد الفرح.
سوزي بسعادة وتوق إلى وصاله
بجد! فرح علطول مش هنعمل خطوبة
مرر بصره فوق ملامحها الرقيقة واعرب عن رغبته دون مواربة قائلا
لأ احنا نتجوز علطول ولا ايه رأيك
ابتسمت إليه تعلن عن موافقتها وسارا معا في طريق ممهد بالكثير من العثرات.
وعندما اشتدت رياح الغدر هرولت منها إليك لكنك جردتني من ثياب الثقة والأمان وألقيت بي إلى وسط العاصفة.
كان ياسين مستلقيا يتطلع إلى بعض الاخبار والمنشورات التي تتجدد في لحظات وكأنها لمحات خاطفة لحياة الآخرين لمحات اكتفى بها عن تفاصيل لم يعد يرغبها.
فبين صفحات التواصل الاجتماعي استطاع أن يجعل لروحه الضاله ملاذا جديدا وأصدقاء لا يربط بينهم سوى كلمات تمكن من خلق عالم فشل مرارا في إنجاح بنيانه بواقعه ربما كانت أسوار الماضي هي العائق أمامه وربما كان هو العائق دون سواه.
تحدث بصوت يغلفه الحنين إلى تلك الصورة التي أرسلتها إليه زوجته وبداخلها أطفاله الثلاث ووالدته قائلا
وحشتوني أوي نفسي أشوفكم واخبي نفسي بينكم بس خاېف قربي يهد البيت ويضيع فرحتكم.
اقترب منه أحد زملاء السكن المقيم به قائلا
هتتعشى معانا يا أبو اسلام
ابتسم إليه ياسين قائلا بلطف لأ بالعافية عليكم أنا لسه شبعان.
تحرك الآخر من أمامه دون تعقيب وعاود ياسين تصفح هاتفه مرت لحظات قليلة ووصل إلى مسامعه أصوات لشجار حاد بين زملائه بالسكن هرول إلى خارج غرفته فأصابه شيء من الصدمة عند رؤيته لعادل ومحمود وهما في الأصل أبناء عمومة ويربطهما نسب ولكن شجارهما الآن يوحي بأمر جلل
سارع ياسين إلى الحول بينهما فتقدم الحج سعيد وهو أكبر الأفراد سنا لمساندة ياسين دفعهما عادل قائلا بصوت حاد يغلفه الذهول والبغض
سيبوني عليه
ابن عاوز يتجوز على اختي
ياسين يابني طول بالك الأمور متتحلش كده اسمع منه الأول وشوف السبب.
محمود بسماجة مفيش سبب أنا حر ياعم حقي اتجوز غيرها تلاته محدش له عندي حاجة
لكمه عادل بغتة فأطاح به أرضا ولم يكترث بل بل وجهه حديثه إلى ياسين قائلا
السبب يا ابو اسلام انه راجل ناقص اتقدم لأختي ووقتها مكنش حيلته مليم أحمر ولأنه من أهلنا مقدرناش نقول لأ احنا عندنا البنت مبتطلعش برة العيلة بتاخد حد من ولاد عمها وبعد جوازه بشهرين سافر قولنا بركة الحمد لله هيعوض اختي بقى وربنا هيفتح عليه صاح عادل بقوة مستكملا حديثه
متجوزها بقاله سبع سنين منزلش فيهم اجازة غير مرة واحدة انت فاهم مرة واحدة لأختي العروسة ولما بتشتكي بنقولها اعقلي كده هو يعني بيتعب ويشقى لمين.
محمود بجدية
اسمع يا عادل اللي انت عملته هتدفع تمنه غالي وضړبك ليا أختك اللي هتشيله وجوازي يخصني أنا لوحدي بعف نفسي يا أخي ملكش فيه.
عادل تعف نفسك! وهي مين يعفها أراد أن يفتك به لكن ياسين حال بينهما من جديد إلى أن تحدث الحج سعيد قائلا
ان جيت للحق يا محمود انت يابني محتاج تتربى من أول وجديد وانت شرحه يا عادل.
عادل بذهول
وأنا غلطت في ايه ياعم سعيد
سعيد غلطت إنك جوزت اختك لنطع زي ده
تحدث إلى محمود ونظراته مسلطة عليه بمزيج بين الازدراء والرفض لسلوكه قائلا
انت اللي زيك محسوبين عالرجالة غلط بقالك أربع سنين منزلتش اجازة وكل ما نقولك سافر لمراتك تقول السنه الجاية واحنا كلنا عارفين انك رافض تنزل بسبب حرصك عالفلوس وبعدين حتى لو هتتجوز يبقى بالحسنى والأدب عالقليل علشان خاطر ابنك.
ترددت الكلمة برأس ياسين دون غيره كثيرا من لزوجته سواه كي يعفها ويغنيها
الفصل الثاني
حياتنا بحور أمواجها صدمات متتالية لكننا نصمد وندعي القوة إلى أن ينكسر مجدافنا فنعجز عن المقاومة وكلنا لديه مجدافه الذي يؤازره من قبل المجيء إلى الدنيا مجداف وهب لنا الحياة وشكلنا بداخله رحم سقانا ترياق الوجود لكننا مجبرين على تجرع فقدانه ذات يوم.
.........
ارتعد الصغيران وهرولا للاختباء خلف ظهر والدتهما التي تنهدت بيأس مما يحدث لقد أطاح مۏت والدته بكل شيء لا تدر ما الذي أصابه بات قاسېا غاضبا لا يمل من الشجار ورغم ذلك تضع له الأعذار فقد عانت هي الأخرى من الفقد وتعلم يقينا
اقتربت هي منه تعاتبه بنظرات صامته كي لا يستمع طفليها إلى ما تقول وأشاح هو بناظريه عنها فما يقرأه من لوم تهديه إليه لا يستطع أن يتقبله.
تحدثت همس بهدوء حذر قائلة
يلا يا ايدو خد اخوك وروحوا اوضتكم وأنا هحصلكم بابا راجع من الشغل تعبان ومش عاوز دوشة
اطاعها الصغيران في صمت واقتربت هي من زوجها تسعى لتهدأتها باحتواء فتراجع قليلا يود الهرب من حصارها الدافئ له لكنها لم تسمح له وواجهته قائلة
الولاد صغيرين ولسه ميقدروش يفهموا الصح والغلط من أول مرة وعلى فكرة مفيش مشكلة انهم يدخلوا اوضة ماما الله يرحمها متنساش انهم كانوا متعلقين بيها جدا وليل نهار كانوا جنبهم.
تحدث هو بحدة قائلة
وأنا قولت مفيش مخلوق يقرب من حاجة أمي ولا خلاص ناوية تقلبي اوضتها ملاهي لولادك.
همس بحزن انت عارف كويس ان علاقتي بوالدتك كانت اكبر من أي كلام أنا من يوم جوازنا وبعدي عن أهلي ولقيت فيها أم تانيه بحنانها وطيبة قلبها وربنا عالم ۏجعي وحزني على فراقها لكن انت رافض تعترف بمۏتها ومعذب نفسك ومعذبنا معاك المۏت علينا حق وانت راجل مؤمن وفاهم كويس.
فيصل پغضب ملكيش دعوة ودي آخر مرة ياهمس هسمحلك تتكلمي معايا بالشكل ده أنا لا مچنون ولا مريض نفسي علشان سيادتك تحللي شخصيتي ووالدتي حتى لو. اختنق صوته فعجز عن نطق تلك الكلمة ليهمس بضعف قائلا
هتفضل عايشة جوايا مستحيل انساها.
..............................
وتلك الفاكهة الشهية استطاعت بمهارة أن تخفي عطبها الكامن بداخلها عن الأعين فبدت للراغبين ثمرة مثالية يتاهفت الجميع إلى قطفها لكنها تحتضر دون شكوى.
كتمت شهقاتها بكفيها لن تسمح له بالتشفي بها استمعت إلى حديثه مع والدها بقلب ممزق ها هو يخبر والدها بما تمنته كثيرا لقد انفصل عن عروسه ابتسمت ساخرة لم يتغنى بتلك الكلمات بسعادة وارتياح هل يخيل إليه أنها قد تهرول
تم نسخ الرابط