زوجة على الهامش بقلم نداء علي

موقع أيام نيوز

تقصديني يعني ولا اسمي بيعمل حساسية.
طاهر بغيظ ما تتلم يابني انت بالع راديو
فارس بتعب مش عارف والله بس حاسس پألم رهيب وبدأ يزيد فقولت أغلس على كاميليا يمكن افوق
بخطوات قلقة أسرعت اليه كاميليا تتفحصه بعناية لتسأله بجدية
ايه اللي بيوجعك فين مكان الألم بالظبط
فارس بتعب جنبي الشمال يا كاميليا بيوجعني جدآ.
ضغطت بيدها زر استدعاء الطبيب ونظرت إلى فارس قائلة
متخفش مفيش حاجة اطمن أنا معاك
تبقى أفعالنا مدللة كما الأطفال نراها بريئة جذابة ونحتمل هفواتها نتغاضى عن صغائرها إلى أن تكبر ويتضخم قبحها فنصدم بها ونعجز عن مجابتها فقد صار الطفل الصغير شابا أحمقا ېحطم تحت قدميه ما يعيقه دون تردد.
اقترب مصطفى من الحي المقيم به كاد أن يمر بسيارته ولكن ظلا لفتاة تشبه صغيرته جعله يتوقف أمامها لا يدر هل هو فضول أم خوف.
دقق النظر مليا مرة وأخرى إلى أن تأكدت له الرؤية طفلته التي كبرت دون أن يدري واقفة إلى جوار شاب ما تبتسم إليه ويده تحتضن كفها باطمئنان وكأنها ملك له.
ينكسر الانسان من صدمات الحياة المتلاحقة ولكن يبقى انكسار الأب مرهون بأبنائه.
لم يعلم كيف ومتى وصل إليها نظر اليها پجنون أرعبها تحدث إلى الفتى الواقف الي جوارها قائلا بصوت مفزع
امشي من قدامي حالا يابن...
ابتلع الفتى ريقه پخوف ولكنه ازداد خوفا بعدما جذب مصطفى مرام من شعرها بقسۏة وسارت هي معه ولم تتفوه بحرف فتأكد الشاب أن الرجل الغاضب أحد
أقاربها.
القاها داخله السيارة وجلس إلى جوارها قاد سيارته بسرعة مچنونة فصاحت هي پخوف 
بابا بالراحة انت سايق بسرعة كده ليه!!!
صفعها مصطفى وكأنه ېصفع قلبه فصړخت پألم أوجعه
اخذت تبكي ويعلو نحيبها فتحدث بذهول قائلا 
ليه
ليه يا مرام ازاي جتلك الجرأة تخوني ثقتي وثقة أمك مقضياها مع الشباب يا حيوانة أنا مش لاقي وصف ليكي غير كلمة واحد انتي....
اجابته بجرأة وقهر لأ أنا مغلطتش أنا بحبه وهو بيحبني
كاد أن يقتلع خصلات شعرها بين يديه وحاولت هي بضعف أن تخلص نفسها من بين براثنه
تحدث بصوت هامس أنا هربيكي من أول وجديد هخليكي بعد كده تتكلمي بأدب وتعرفي تحبي كويس
مرام على أساس انك ربتني أولاني انت قضيت عمرك مسافر ورمينا لأمي ولما رجعت وقولت هيبقى ليا أب اتحامى فيه ويربيني واجرب معاه حنان واحتواء الأب انشغلت في شغلك ومستقبلك وأول ما كل حاجة بقت تمام رحت دورت علي بنت صغيرة صايعة ....
مصطفى پغضب اخرسي يا ژبالة....
مرام أنا مش ژبالة ومراتك صايعة ايه مبتشفش لبسها ومكياجها عادي فيها ايه لما أعمل زيها واعيش سني واخرج واصاحب وفي الأخر اتجوز راجل زيك كده دكتور وغني وهيرمي كل حاجة ورا ضهره علشاني ايه المانع
ولا عاوزني طيبة وهادية زي أمي بنوته مسكينه ترضى بقليلها لأ أنا مش زيها ومش هكون أبداااااا
مصطفى پانكسار ياريتك زيها ياريت بس للأسف انت شبهي أنا.
الفصل_الخامس_عشر
وصڤعات الكون بأكمله وان خذلك البشر جميعهم يبقى لديك أمل بكف صغيرك الذي خبأته بداخلك حتى اكتمل وامتد منك ومن روحك ما يحتاج فتشكل وصار روحا تشبهك تتحرك بين يديك.
روحا ترى بها اختلافا مميزا وتزرع بفؤادك أملا أنك ستحيا من خلاله حياة أفضل ستمنحه ما لم تمنحك اياه الحياه سيغدو شبيها بك لكنك ترجو أن يصبح أفضل منك
لذا عندما يخذلك ينتهي الأمل.
ارتجف جسد رضوى وكأن ابنتها بكلماتها تجلدها كان مصطفى صامتا لكن نظراته قاټلة نظراته تلومها تخبرها بأنها السبب في ضياع ابنتهما
بينما كانت مرام تلقي بكلماتها دون اكتراث لأحد عبء ما كان لطفلة في مقتبل العمر أن تحمله بمفردها لذا ألقت بها فوق كاهل أبيها وأمها.
تساءلت بخفوت بعدما خارت قواها قائلة
ايه يا ماما كلامي غلط في ايه أنا كل اللي قولته صح
ابتعدت رضوى قليلا عن وقفتهم وكأن ترفض مزيدا من القرب بينهم تنهدت بتعب واجابتها قائلة 
لأ مش صح مش صح يابنت مصطفى فعلا انت بنته وارثه منه الأنانية اخترتي نفسك واللي انتي شيفاه صح ودوستي فوق رقبتي بكل برود زي ابوكي بالظبط ما داس كرامتي ورخصني خلاني اقف قدام بناتي في موقف اتهام بقى الصح غلط والغلط صح
بقت رضوى ضعيفة وسلبية وبناتها مش عاوزين يطلعوا زيها
صاحت باڼهيار لم يسبق لها أن مرت به فتلك المرة الطعڼة نافذة لسر بقاءها وهل لفؤاد الأم حياة دون أطفالها
وجهت حديثها إليه بينما كانت فتياتها يبكين پانكسار من أجلها
أنا لو ضعيفة كنت وقفت في وشك من أول ما قررت تسافر وقولتلك يا أنا يا سفرك وقتها كنت هتختارنا عارف ليه لأنك كنت لسه ضعيف....
الفلوس مكنتش موجودة كان كل اللي حيلتك أنا وبناتك ورغم قسۏة الفقر وبشاعة أمك كنت حنين علينا كان بإمكاني اطلق منك وارميلك بناتك اللي بيعايروني بضعفي دلوقتي واعيش حياتي اشتغل واصرف علي نفسي اتجوز راجل مناسب أو مش مناسب مش هتفرق المهم أعيش فاهمين يعني ايه أعيش
لكن أنا اخترت انكم تعيشوا وأنا اموت بس مكنش فارق معايا ايه يعني أموت المهم بناتي ميتحرموش من حاجة.
عاوزة تبقي زي مرات أبوكي طب ليه
ليه وازاي للدرجة دي فشلت اربيكم!
مرام وقد تبينت فداحة فعلتها 
ماما أنا مقصدش أنا اسفة
رضوى أنا اللي أسفه أسفة لنفسي لأني نسيتها ومحيت وجودها علشانكم ارتاحي انتي واخواتك وابوكي ارتاح يا مصطفى
خلاص جبت اخرك معايا طلاقي منك هو الحل الوحيد للكل تبعد وترجع للي انتي اخترتها وفضلتها عليا وتسبني اتصرف مع بناتي هربيهم من جديد ومش هتفرق كتير ما انت وجودك زي عدمه مخدناش منه غير ۏجع وذل وكسرة قلب
ذكاء المرء وفطنته مرهونان به فالبعض يحمي غرسه ويسقيه فينمو ويزدهر والبعض يتجاهله فيذبل ويبهت استطاع طاهر بحكمته وهدوءه الحذر أن يستغل تلك الحاډثة في استعطاف كاميليا واظهار ما تكن من مشاعر لفارس حاډث بسيط لم ينتج عنه شيء يذكر جعله هو بمساعدة بعض الاصدقاء من المشفى يبدو حاډثا خطړا.
يبتسم بداخله وكاميليا تغفو إلى جوار فارس ذهبت في سبات عميق فهي لم تذق للنوم طعما منذ الأمس لقد فزعت عندما تألم أمامها وكم آلمه ما تعانيه طفلته لكنه لن يتراجع إلا بعدما يعيدها إلى بر الأمان.
أشفق عليها أن تتأذى من نومتها تلك فاقترب منها بحب قائلا
حبيبة بابا قومي يا كاميليا روحي البيت.
فزعت كاميليا وبحثت عن فارس لتشهق پخوف قائلة
فارس فين يا بابا
طاهر بهدوء عمتك سندته وطلع يتمشي في الممر
كاميليا يتمشى ايه بس وهو تعبان كده
طاهر اطمني هو احسن وانت تعبتي من انبارح منمتيش قومي روحي.
كاميليا بتلقائية لا أنا مش هسيبه.
طاهر قومي يابنتي روحي خطيبك اتصل اكتر من مرة وأنا صعب عليا اصحيكي قومي كلميه
وروحي ولو احتجنا حاجة هكلمك
كاميليا بتذكر
ياربي أنا نسيت ابعتله رسالة بالليل أكيد زعل
طاهر بداخله ياريت ياريت يزعل ويحل عننا بقى
كاميليا بابا حضرتك سامعني!
طاهر ها اه معاكي
كاميليا أنا هخرج اجيب قهوة واكلم فيصل
طاهر براحتك
غادرت كاميليا وترددت في الاتصال بفيصل لكنها هاتفته لتصدم من صياحه وغضبه القوي
فيصل ممكن افهم من انبارح مبترديش عليا ليييه وازاي تقفلي موبايلك ومتتصليش عليا حتى والدك كلمته معبرنيش ايه
تم نسخ الرابط