زوجة على الهامش بقلم نداء علي
المحتويات
إليه عائدة إلى مداره من جديد آه مكتومة قالتها تحث نبضها على التريث.
احتضنت جسدها بتعب واغمضت عينيها قائلة باصرار
هتندم يا فارس هتشوف إنك بقيت ولا حاجة بالنسبة ليا هخليك تحس بالۏجع والألم اللي دوقته على إيديك.
نفضت الغطاء عن جسدها وتحركت بثقة تجاه مرآتها وبدأت في تزيين وجهها بما يناسبه من مستحضرات للتجميل لكنها تعمدت أن تعتمد لمسات جريئة زادتها جمالا يغلفه بعض الثقة والتحدي صففت شعرها ورفعته إلى الأعلى وخرجت مسرعة إلى خارج غرفتها ستقابله وتثبت له أنها بخير.
بابا أنا صحيت وخارجة بعد شوية محتاج حاجة!
كانت روحه تهفو إلى
رؤيتها فمنذ ارتباطه بأخرى وهي تحرمه من لقاء كان يمنحه سعادة باتت بعيدة عنه كبعد كاميليا تلك المتناقضة العنيدة العاشقة له الرافضة لوصاله
التقت اعينهما فهوى قلبه بين ابتسامة محياها ونظراتها الشرسة وبقيت هي ثابته رغم انكسارها الدامي.
اخبارك ايه يا كاميليا وحشتيني اقصد يعني وحشاني أنا وعمتك.
كاميليا بهدوء اهلا يا فارس أخبارك ايه معلش انت عارف بقى شغلي واخد وقتي كله عن اذنك لازم امشي دلوقتي.
تحدث والدها بحنو
اتعشى الأول معانا وانزلي.
كاميليا بحزن قرأه والدها بصوتها
مليش نفس يا بابا ومعنديش وقت تصبحوا على خير سعيدة اني شوفتك يا فارس.
...............................
يقولون أن الصبر مفتاح لكل فرج لكنهم لم يذكروا السبيل إليه من أين نأتي به!
كيف أمضي في الحياة بمفردي وليتك خليتني وحيدة وتركت لي نفسي فربما ساعدتني على النجاة لكنك سلبتني إياها دون رأفة بي.
حاولت مرام مشاكسة والدتها لعلها تنتبه إليهن قائلة
عارفه يا ماما أنا وجودي هنتكرم في المدرسة نهاية الأسبوع
رضوى بخفوت ماشي يا مرام كملوا أكل وادخلوا ذاكروا أنا هنام ومحدش فيكم يصحيني.
رضوى بحدة
مش عاوزه اقعد مع حد وبعدين زهقانين من ايه بطلوا دلع بنات أنا مش ناقصه قرف.
جودي بحزن يعني احنا قرف وزهقتي مننا وبابا كمان زهق وسابنا نروح لمين يعني!
أصابت كلمات الصغيرة صميم القلب والروح فدفعت رضوى عن نفسها نظرات الضعف التي صوبتها فتياتها إليها واحتقن وجهها پغضب القهر قائلة بقسۏة
.......................
نفخ بضيق دخان سيجارته يتصاعد لكن الألم القابع بداخله يأبى الخروج بصحبته تعجب من حاله فقد امتنع سنوات عن الټدخين وها هو الآن يرجع هل فقد نفسه أم أنه كان يحيا سنوات بشخص يختلف عنه نفض يده پغضب ودهس بقايا سيجارته بقدمه ويداه تمسكان بعلبة التبغ لاشعال واحدة أخرى.
شهقت همس بدهشة وأخذت تسعل بقوة بعدما دلفت إلى الغرفة التي باتت معبأة برائحة الدخان.
اقتربت منه بلهفة قائلة بحدة طفيفة
ايه ده يا فيصل ايه القرف ده أنت پتدخن
فيصل بهدوء نعم ممنوع الټدخين ولا حاجة!
جلست إلى جواره وقد فاض بها وعجزت عن الصمود فتهاوت دموعها واخذت شهقاتها في التزايد إلى أن القى فيصل بكل شيء واقترب منها بترقب وخوف هامسا
حبيبتي بټعيطي ليه يا همس ارجوك اهدي.
نظرت إليه بسمائها المتعبة وتحدثت بصعوبة وكأن الكلمات تجذبها إلى اعماقها هموم الحياة
ليه كده ياقلب همس ليه مصمم تبعد وتخوفني منك يا فيصل احتضنت وجهه بكفيها وهمست بخفوت
أنا حاسه بيك يا عمري بس ساعدني يا فيصل اتكلم معايا احكيلي.
اخفض بصره وتنهد بيأس
اطمني أنا بس متلخبط بقالي فترة ومرهق من الشغل عاتبها بعشق
وانت كمان بعدتي وأنا اتعودت على قربك
همس بعتاب أنا اللي بعيدة أنا مفيش في حياتي غيرك انت وأولادنا مليش غيركم يا فيصل وانت عارف!
تقدر تقولي الټدخين ده هيعملك ايه ايه فايدته ومن امتى بدأت تدخن
احنا متجوزين بقالنا اكتر من عشر سنين ولا مرة شفتك پتدخن.
قبل يدها بحنو واعتذر بهدوء
آسف أنا عارف انك بتتعبي من السجاير.
همس وانت! يعني علشان أنا بتعب هتدخن برة مثلا.
فيصل بمزاح هاديء
خلاص بقى متكبريش الموضوع دي سېجارة كده تفاريح
لم تيأس ولن تفعل فهي لا تستسلم سريعا القت بعلبة السچائر بعيدا وقبل أن يعترض جلست بين يديه تختبيء منه بمرح قائلة
لو ضړبتني هخاصمك.
قبل رأسها بقوة وابتسم من تبدلها الدائم فهي قوية بصورة مخيفة وضعيفة بشكل مثير واستطاعت بعشقها له أن تخرجه من دائرة الصراع بين ما مضى ومازال يحيا بداخله ولكن هل تكفي قوة عشقها لانتشاله من بين براثن القهر والظلم أم أن بداية الطريق إلى الهاوية قد حانت.
...............................
تحدثت بثبات وثقة يغمرها دلال محبب إلى صديقتها المقربة قائلة
لا أنا مستحيل اتجوز جواز تقليدي لازم أحب واتحب وتكون قصة مميزة.
اجابتها صديقتها بمرح قائلة
ياختي كله جواز والحب بيهرب بعد ما تخلفي أول عيل
اجابتها كاميليا بثقة
الست الضعيفة هي بس اللي ممكن تفشل في حياتها وأنا عمري ما فشلت في حاجة ولا هيحصل ان شاء الله.
طالعتها بسمة بسخرية مرحة
عارفة يا كاميليا خانم انتي طول عمرك جبارة.
كاميليا بغرور طبعا يا بسوم مع اني حاسة انك بتتريقي!
بسمة لأ ياقلبي مقدرش اتريق بكرة نشوف قصة الحب
الأسطورية بتاعتك ونعرف مين تعيس الحظ وكزتها كاميليا
فتراجعت ملوحة بيدها
اقصد سعيد الحظ طبعا هو يطول يتجوز الدكتورة كاميليا جميلة الجميلات.
انتهى طاهر من إعداد طعام العشاء بحب واتقان يتطلع الي ساعة الحائط المقابلة له ينتظر عودة طفلته المدللة كي يتناولا سويا العشاء وتقص عليه ما مرت به طوال اليوم
ابتسم باشتياق الي الصورة الموضوعة أمامه قائلا
وحشتيني جدا يا سمية عشر سنين مروا وانتي مش معايا بس الشئ الوحيد اللي صبرني علي فراقك كاميليا بنتنا بقت دكتورة ممتازة زي ما كنتي بتتمني طالعة جميلة وشقية زيك يا حبيبتي ياااه كان نفسي تشوفيها ونفرح بيها ونشوف ولادها.
اقتربت منه بخطوات هادئة ترسم فوق شفتيها ابتسامة هادئة تشفق علي حال والدها الذي لم ولن يتخطى فقدانه لزوجته الراحلة وحب عمره.
قبلت رأس والدها بمرح
الأكل ريحته تجنن يا باشا عاملنا ايه النهاردة
طاهر بغرور مصطنع
عامل صينية بطاطس باللحمة هتاكلي صوابعك وراها.
كاميليا بعشق لمن ترى بشخصه سمات الرجولة والوفاء دون غيره
دقيقتين هغير هدومي وتلاقيني قدامك
طاهر بتردد عمتك جميلة كلمتني وقالت انهم جايين بكرة
كاميليا دون اكتراث كويس جدا لأن انا مشغولة الاسبوع ده كله وعمتو هتسليك.
طاهر بلاش مكر يا لوما انتي فاهمة قصدي
كاميليا بثقة فاهمة ومش حابة نتخانق يا بابا اختك وابنها جايين يطمنوا عليك أنا مالي
طاهر خلاص اللي يريحك ياقلب بابا يلا بقى ناكل وتعمليلي فنجال قهوة وتحكيلي تفاصيل النهارده من أوله.
قفز الولدان بسعادة غامرة يهرولان تجاه تلك الارجوحة التي خصصها والدهما من
متابعة القراءة