زوجة على الهامش بقلم نداء علي
المحتويات
يختزن بداخله جزء منها يرافقه ويهون مرارة غربته صمت ولم يجد ما يقوله لكنه طلب إليها ما نريده ولا نجده إلا بلسان أمهاتنا دعاء صادق
تحدث بمشقة قائلا
ادعيلي يا أمي ادعيلي غربتي تنتهي على خير وارجعلكم
ودع أطفاله ووقف أمام زوجته بمشاعر مضطربه بين تردد في السفر ورغبة في الهرب اقتربت هي منه وضمته بما تحمله له من حب وود قائلة
ياسين بصدق
ان شاء الله هرجع يا أماني هرجعلك لما ربنا يريد
ستائر النسيان عندما تسدل تحجب الألم
المشتعل من خلفها فيبدو لك أنه قد اختفى بينما هو متقد لا ينطفئ ونحيا معه ونعتاده ونبقى كما نحن أمام الغير أقوياء لا ننكسر وبداخلنا كل ما مضى على حاله.
عندما غادرت همس تركت فيصل كما هو محطم بداخله من يراه يجزم أن ذاك الرجل بلا عيوب قوته لا تضعف وربما كان كذلك عند اقترانه بهمس وسكونه إليها منحته ما بحث عنه لسنوات وها هو يرجع إلى نقطة البدء يستشعر ضعفا فر هاربا منه طوال عمره
تحدث بضيق قائلا
مش وقتك خالص يا كاميليا مش طايق حد دلوقتي.
تنفس ببطيء كي يهدأ قليلا واجاب اتصالها تحدثت اليه بجدية دون مواربة قائلة
لازم نتقابل النهاردة يا فيصل لو سمحت.
فيصل النهاردة صعب الولاد معايا ومش هقدر اسيبهم لحد ما اجيبلهم مربية
فيصل يعني ايه مامتهم فين دول ولادي والطبيعي يكونوا معايا أما مامتهم فكان لازم تفهم انها يوم ما تحب تتجوز فأنا مستحيل هسيب ولادي لراجل غريب
كاميليا پغضب ماهو احنا لازم نتقابل علشان الموضوع ده خلي الست دي تبعد عن بابا احسنلها
فيصل پغضب الكلام ده تقوليه لابوكي لأنه لو قرب من مراتي هقتله
احترم نفسك يا فيصل قولتلك مليون مرة متغلطش في بابا وبعدين ايه مراتي مراتي اللي كل دقيقة تقولها انت مش طلقتها
فيصل بهدوء رديتها!!!
كاميليا نعم مش فاهمة يعني ايه رديتها!!!
وامتى الكلام ده حصل وازاي متعرفنيش!!!!
فيصل رجوعي لهمس يخصني أنا وهي ومعتقدش انه يهمك في حاجة لأن من البداية همس كانت موجودة
وياترى بقى بعد ما رديتها الهانم هتبعد عن بابا ولا هتفضل تلف عليه برده !
فيصل إياك تغلطي فيها يا كاميليا وزي ما قولتلك العيب على ابوكي الراجل الشايب اللي بيجري ورا ست متجوزة
كاميليا أنا مش قادرة افهمك ولا استوعبك
انت اكيد مچنون انت بتغير عليها فعلا بتحبها!!!!!!
طب ليه لييببه من الأول قربت مني وقولت انك بتحبني!!!!
فيصل بعد صمت دام لبرهة أنا فعلا بحبك
كاميليا بحدة ولوم كداب كداااااااااااب
مفيش انسان بيحب اتنين.
فيصل اسمعي يا كاميليا همس مراتي ومفيش حاجة اتغيرت وحتى لو هي مصرة عالطلاق مش هيحصل لأني مقدرش اسيب ولادي لراجل غريب يربيهم وأنا عايش
كاميليا على فكرة دي حجة انت مش قادر تتخيلها مع راجل غيرك اټجننت لما عرفت ان بابا هيتجوزها صدقني انت بتخدع نفسك وأنا استاهل كان واضح من أول يوم اتقابلنا معاها في المول انك بتعشقها بس أنا كدبت نفسي وقولت مفيش راجل بيحب مراته يبص لغيرها ترجمة اهتمامك وخۏفك عليها انه واجب وبتقضيه للأسف ده مش مجرد حب وعشرة دي مشاعر انت مقدرتش تحسها مع حد غيرها.
فيصل بتوتر لو سمحتي اهدي شوية كل اللي بتقوليه ده مجرد أوهام بعدين المفروض أنا اللي اسألك واحاسبك انت في ايه بينك وبين ابن عمتك
كاميليا بحزن لا والله لسه فاكر تسأل
فيصل يعني ايه انتي قولتيلي انه زي اخوكي بس نظراتك مبتقولش كده.
كاميليا وانت اخدت بالك مني اصلا انت مكنتش شايف حد غيرها.
فيصل يووووه انتوا عاوزين ايه النهاردة انتي وابوكي وهمس على فكرة كل اللي بيحصل ده بسبب والدك لولا اعتراضه وحركاته دي كان زمانا اتجوزنا وخلصنا.
كاميليا انت بتحبني يا فيصل صدقني لو قولت انك بتحبني هنسى كل حاجة حصلت ونتجوز علطول بس قبل ما تقول آه أو لا لازم تطلق همس وتبعدها عن حياتك نهائي ولادك علاقتك بيهم مقدرش اتدخل فيها لكن همس لأ يا فيصل أنا هسيبك تفكر وترد عليا.
كل ما بالكون نتغاضي عنه وربما يجرفنا بعيدا عنه ارهاق الحياة واجهاد البدن وقد تغلق أبوابك بكافة الوجوه في لحظات معينه إلى ان تستمع إلى صوت طفلك الباكي تهرول دون احساس منك وكأن ما يسوقك إليه قلبك لا قدماك.
عادت همس إلى مسكنها لكن روحها لم تستكين وطفليها بعيدآ عنها ادعت الصلابة عند حديثها إلى فيصل وداخلها ېنزف خوفا واشتياقا اليهما ترى هل تناولا طعامهما هل يبكيان أم يتضاحكان سويا لقد حل الليل وكلاهما يخشاه هل استطاع فيصل أن يبثهما الأمان أم شغل عنهما بحديثه إلى من تركهم من أجلها.
لم تستطع البقاء اكثر من ذلك
ارتدت ثيابها من جديد وسارعت إلى الخروج عليها بالتجول قليلا فبقاؤها بمفردها قد يصيبها بالجنون تراجعت عن الخروج وألقت بحقيبتها أرضا وجلست قرب الباب وضعت وجهها بين كفيها وهمست بخفوت قائلة
هتروحي فين يا همس ولمين
جيرانك هيقولوا ايه وانتي خارجة في وقت زي ده كفاية نظراتهم وتصرفاتهم اللي اتغيرت بعد طلاقك نامي نامي يمكن النوم يعدي الليل ويجي النهار.
تركت يدي بعدما تعاهدنا ألا نفترق وعدت حبيبي بعدما انصهر القلب وتبدلت معالمه وها أنا واقفه لا أعلم أين أذهب وإلى متى سيبقى الألم مللت من طول الطريق وتعبت من فرط الاشتياق وكلي يناقض كلي وبعض من روحي يعشقك وجزء بات يكرهك.
استمعت همس إلى حديث المهندس الجديد بتيه تدعي أمامه التركيز والانتباه بينما عقلها شارد تحدث اليها بحرج قائلا
حضرتك معايا يا بشمهندسة!
ابتسمت إليه بأسلوب عملي قائلة اكيد معاك يا بشمهندس زين كنت بفكر في موضوع مهم بعتذر منك عالعموم أنا شايفه ان الاتفاق ده كويس جدا
زين فعلا احنا لو قدرنا ناخد صفقة واحدة بس واثبتنا جدارة اسم المكتب هيتعرف جدا ومش هنلاحق عالشغل
همس ان شاء الله كل حاجة هتبقى تمام واضح انك متحمس جدآ
زين بمرح اه والله نفسي اكون نفسي واتجوز بقى
همس انت خاطب من زمان ولا ايه
زين من خمس سنين
همس ياااه مش كتير الفترة دي
زين كتير بس نعمل ايه حكم القوي ابوها مش موافق نبدأ حياتنا على أدنا وأمي بتحاول تفركش الجوازة بكل الطرق.
همس وانت
زين أنا ايه انا بحبها ومستحيل اسيبها.
همس اتمنى فعلا
متابعة القراءة