زوجة على الهامش بقلم نداء علي

موقع أيام نيوز

زي ما بيقولوا المهم الحاضر ولا ايه ياواد انت
ياسين الحمد لله أجمل حاضر قالها وبصره معلق بزوجته دون سواها إلى أن تحدثت سحر قائلة
انت مسافر تاني يا واد ياياسين
ياسين ان شاء الله قريب هنظبط ورق عادل واسبقه أنا وهو يحصلني
أم محمد ربنا يرزقك برزق عيالك وتفرح بيهم
ياسين بسعادة نابعه من احساسه باجتياز ذاك الاختبار القاسې
يارب اللهم أمين.
دلفت إلى الداخل فرح تحمل بين يديها بعض المشروبات ابتسمت إليها أماني قائلة
شفتي سما كبرت ازاي يا فرح مولوده علي ايديكي ولا نسيتي
فرح بصوت يرتدي ثوب الثبات رغم ارتعاده نعم تتمنى له السعادة لكن زيارته لم تكن في الحسبان هل يختبرها أم أنه قد تخطاها نهائيا
انسى ازاي دي بنتي ماشاء الله ربنا يحفظها نورتي البيت والله يا أم اسلام انت والبنات
أماني تسلمي يارب منور بأصحابه
استمر الحديث مطولا حديث نابع من القلب استطاعت أماني الاندماج مع الجميع بحضورها وذكائها الفطري.
بينما سحر تبتسم بداخلها تتعجب بشدة من تدابير القدر لقد كانت فيما مضى شاهدا على قصتهما ساندت ياسين كثيرا لكن أحكام النصيب نافذه واستمرت علاقتها الوطيده بياسين وعائلته إلى أن تعرضت لوعكة صحية قاسيه خضعت على اثرها لاستئصال للرحم مما دفعه لعيادتها وبصحبته زوجته وأمانه احتياج إلى سكون لا ندركه سريعا لكنه يفرض سيطرته رغما عنا فنرفع رايات الاستسلام.
استسلم تامر للنوم فقد عاد من عمله مجهد للغاية خلع عنه سترته والقى بجسده فوق الفراش لحظات وراح في سبات عميق دلفت سوزي بعد قليل نظرت إليه بملل قائلة
يوووه راجع تنام برده اما أشوف اخرتها معاك يا سي تامر رفعت سترته الملقاه أرضا بحنق هامسة
بترمي هدومك والخدامه تشيل اوف بقى
مدت يدها تحمل الورق المطوية والتي سقطت على ما يبدو من جيب السترة فتحتها بفضول لتجحظ عيناها قائلة
هاله حامل طب ازاي ومن مين
الفصل السابع والعشرون
ألف مبروك ياحبيبتي مبروك يا مرام بقيتي مطلقة ياقلب بابا القى بوجهها ورقة مكورة قائلا
الورقة العرفي أهي جبتها من البيه اللي قدر يكسرني يا مرام بس تعرفي طلع بيحبك حقيقي رفض يطلق بسهولة موافقش غير بعد ما دفعتله ١٠٠ ألف جنيه شايفة نفسك غالية ازاي!
تعالت شهقاتها واجهشت في البكاء قائلة
أنا آسفة والله ياريتني أموت وترتاحوا مني.
تساقطت دموعه رغما عنه فلم يخيل إليه في أسوأ كوابيسه أن تخذله ابنته بتلك الصورة.
ادعى الصلابة والقوة وحدثها بجدية
اطمني لو حصل منك أي غلط تاني هريحك واخلصك من الدنيا بأيدي من النهاردة مفيش مدارس تاني كفاية عليكي الثانوية ولو جالك عريس هجوزك طالما مستعجلة أوي عالجواز الكلية ملهاش لازمة.
اسرعت إليه تقبل يديه برجاء
ارجوك يا بابا خليني اكمل تعليمي 
دفعه بقسۏة
تعليم ايه وليه علشان تروحي الجامعة وتصيعي على كيفك
هزت رأسها بقوة ونظرت إليه تستعطفه فأشاح بوجهه بعيدا عنها
اقتربت منه وتوسلته
والله أبدا عمري ما هعمل كده تاني هكمل تعليم ومش هكلم ولاد نهائي والله يا بابا خلاص حرمت
تنهد پألم هامسا
هشوف لو النتيجة ظهرت ولقيت مجموعك قليل يبقى جت من عند ربنا ومفيش كلية لكن لو خيبتي ظني وده احتمال بعيد بما ان الهانم مكنش عندها وقت للمذاكرة لو مجموعك يدخلك كلية مناسبة هفكر يا مرام.
تركها وغادر فتكورت على نفسها تئن پخوف وندم وتوجه هو إلى غرفته فوجد رضوى في انتظاره
أشار إليها بتحذير
أنا مش قادر ولا عاوز اتكلم
لم تتحدث بل اقتربت في خطوات هادئة إلى أن باتت بمقابلته فجذبته إليها برفق هامسة
كل حاجة
بتعدي يا مصطفى كل هيعدي
وكأنها كانت أمانه الغائب تشبث بها واڼهارت صلابته وأعلن عن ضعفه شدزت هي من ضمھ وآثرت الصمت وكلاهما ادرك بعد عناء ما له وما عليه فهل يفلح الإنسان في تجميل ما تشوه بداخله أم تبقى بعض الندوب عصية تأبى أن تتجمل.
همت رضوى بالمغادرة فزعت وتراجعت إلى الخلف وكادت أن تسقط لولا يدي مصطفى التي تلقفتها بلهفة قائلا 
في ايه يا رضوى كنتي هتقعي
رضوى امك صوتها قدام الباب سامع
مصطفى لأ اكيد بيتهيألك ماما ايه اللي هيجيبها بدري كده
انتفضت رضوى بعدما تعالت دقات قوية فوق الباب لتنظر إلى مصطفى قائلة
أنا رايحة الشغل افتح لوالدتك وخدوا راحتكم
تحدث إليها مصطفى بمشاكسة قد غابت عنه أيام قضاها صامتا يتناول قليل من الطعام ويمضي يومه بالمشفى وعند عودته يؤثر البقاء بمفرده كانت رضوى تؤازره وتدرك ما سببته مرام من چرح لكرامته لذا لم تعترض ولم تواجهه همس بصوت خاڤت كي لا يصل إلى مسامع والدته
هتسيبي جوزك حبيبك لوحده مع سوسن!
رضوى يا حبيبي أمك ممكن تخبطني كلمة تخليني أولد حالا.
مصطفى بغيظ ظريفة أوي يا رضوى طب اقولك سلمي عليها الأول وبعدين انزلي.
رضوى ما أنا اكيد هسلم حد قالك اني هخرج من الشباك هفتح الباب واقولها هاي يا حماتي باي يا حماتي
مصطفى ممسكا بيدها بمرح لأ اقعدي بس عشر دقايق وانزلي
رضوى ضاحكة بخفوت كي لا يصل صوتها إلى الواقفة بالخارج 
في المشمش يابن سوسن خلاااص أنا ست صحتها على ادها مش حمل نكد .
لم تدعه يتحدث من جديد مدت يدها وفتحت لحماتها قائلة بسعادة كونها على وشك الهرب من الجلوس بصحبتها
اهلا يا حماتي منورة اتفضلي مصطفى مستنيكي
سوسن وانتي رايحة فين عالصبح كده
رضوى رايحه الشغل ومتأخرة جدااا باي يا حماتي خليكي نتغدى سوا سلااام.
هرولت رضوى تجاه المصعد بينما سوسن تنظر إلى مصطفى الذي يجاهد ألا ينفجر ضاحكا بوجهها.
تنفست رضوى الصعداء بعدما غادرت المبنى واستوقفت إحدى سيارات الأجرة قائلة
المعادي يا اسطى الله يكرمك بسرعة بس وان شاء الله هدفعلك اللي تطلبه
ابتسم إليها السائق بود قائلا باحترام
حاضر يابنتي توكلنا على الله
ويبقى حلو الكلام مذاق يتلاشى بعدما تكسوه مرارة الفعل كلماتك باتت خاسرة ووعودك لم أعد امنحها اذن الدخول إلى منطقة التصديق بل اكتفي بسماعها.
استمع مصطفى إلى حديث والدته بشرود تذكر مواقفه السابقة مع رضوى وفتياته وادرك الأن انه هر صغير بقى سنوات يهرول خلف ظل والدته
نظر إليها بترقب قائلا 
حضرتك عاوزة تسافري وتسيبيني في الظروف دي طيب والبنات أوديهم فين
سوسن جرى ايه يابني هو أنا مسافرة اتفسح ده أنا رايحة اعمل عمرة!
مصطفى عمره! والله يا أمي ما عارف اقولك ايه
سوسن ما أنا هقولك على حل يريحك
مصطفى حل ايه ده
سوسن جبتلك عروسه بس ايه زي القمر واهلها طيبين وعلى أد حالهم مش زي المخفية سوزي واطمن البت اطلقت لأنها مبتخلفش يعني هتربي البنات وتبقى تحت رجليك.
مصطفى بحدة ورفض وربما نفور لا يتناسب مع احترامه لوالدته
هو انتي مبتحرميش رايحة تعملي عمره ومصممه توجعي قلب رضوى وبناتي وتخربي بيتي!
سوسن بدهشة فهي كحالنا جميعا لا تخطيء هي أم تسعى لصالح ابنها فما الضير من ذلك
أنا يابني بقى أنا خاېفة على مصلحتك تقولي كده ماشي يا مصطفى بس خليك فاكر انك بتعصاني وتعلي صوتك عليا علشان مراتك.
مصطفى پغضب ملقيا بتخاذله ارضا بعدما فاض بيه الكيل 
مش علشانها وبس علشانك قبل منها ليه كده فضلت طول عمري ماشي وراكي شمال شمال يمين يمين.
قاطعته هي قائلة بكره واعتراف صريح منها 
ايوة طول عمرك في طوعي لحد ما قررت تتجوز الست
تم نسخ الرابط