زوجة على الهامش بقلم نداء علي
المحتويات
اجيب ولادك وبعدها اشوف حل في غيابك ده.
لم تكد تصل إلى سيارتها عندما اقترب منها بخطوات متلهفة رجل على ما يبدو انها قد رأته من قبل
ابتسم إليها محمود بتردد فدققت النظر إلى وجهه قليلا ليتحدث هو قائلا
انا محمود أخو فيصل يا مدام همس فكراني
ابتسمت إليه بسعادة قائلة بتذكر
أهلا يا دكتور محمود اسفة انا ذاكرتي ضعيفة شوية
همس بترقب تطمن عليه ليه
نكس محمود رأسه بأسف قائلا
هو مقلكيش اللي حصل
همس بقلق لأ انا بقالي يومين معرفش عنه حاجة وموبايله مقفول
تبدلت ملامح وجهه وغشى كيانه الخۏف والتوتر وتساءل في جدية
هيكون راح فين
وكم تمنيت أننا لم نلتق لكن قلبي ېصرخ قائلا
بل ليتنا لم نفترق
انتهى عملها اليومي بالمشفى الجديد الذي انتقلت إليه بعد تركها لعملها السابق استوقفتها إحدى الزميلات قائلة
انتي مروحة يا كاميليا
كاميليا ايوة في حاجة!
ابتسمت إليها بمكر قائلة شفتي دكتور ياسر كان بيبصلك النهاردة ازاي
ايه مش شايفة ده
تحدثت بجدية قائلة انت متجوزة!
كاميليا اه مستغربة ليه
ابتلعت ريقها بدهشة قائلة
اصل احنا يعني سمعنا انك كنتي مخطوبة لدكتور فيصل العوضي ومحصلش نصيب.
تبدلت ملامح كاميليا وهتفت بشراسة قائلة
حصل وانتهى الموضوع وارتبطت بابن عمتي واتجوزنا ايه ممنوع ولا حرام!
لأ طبعا ألف مبروك انت زعلتي ليه بس.
كاميليا بغرور متشكرة حبيبتي ياريت بس كل واحد يركز في شغله مش عارفه دكاتره ازاي وقعدين تتكلموا عن بعض وعن الناس
لم تنتظر ردا من زميلتها اندفعت إلى خارج المشفى لكنها تسمرت محلها پصدمة عندما وجدت فارس يتطلع إليها بخيبة أمل ويبدو ان حديثها مع تلك الطبيبة قد وصل إلى مسامعه كاملا.
الورد اللي معاك ده لمين أوعى تكون جايبة لواحدة غيري
امسك فارس باقة الورد والقى بها خارج السيارة انكمشت كاميليا في مقعدها وتطلعت إلى فارس برهبة وتحدث هو من بين أسنانه قائلا بتحذير
اومأت إليه دون صوت واكتفت بالصمت الذي كان قاسېا إلى حد بعيد.
أطاح فارس بكل ما يراه كان يتلفظ بكلمات قاسېة جعلت كاميليا تتحدث إليه پغضب وحدة قائلة
في ايه ايه
اللي حصل للجنان بتاعك ده
لحظات كانت كفيلة بزيادة جنونه اقترب منها إلى حد مهلك وتحدث بشراسة وتحذير قائلا
مين الراجل اللي كانت زميلتك بتتكلم عنه وايه علاقتك بيه
كاميليا بكبرياء
أنا مسمحلكش تتكلم معايا بالأسلوب ده تلميحك ده أنا مقبلوش هيكون ايه علاقتي بيه دكتور ورئيس قسم عندنا في المستشفى.
فارس دون تردد
زي فيصل يعني.
ڼهرته قائلة بضعف فارس! انت بتقول ايه
فارس وقد اطاحت بعقله غيرته وزادت من ظنونه تصرفات كاميليا طيلة الأيام الماضية تجاهلها له وابتعاده عنه جعله بلا تعقل.
صړخ بوجهها بصوت جهوري قائلا
مالك مستغربة ليه كده
كاميليا انت اعصابك تعبانه ياريت تسيبني في حالي وتروح تراجع نفسك وتشوف انت بتقول ايه الأول.
جذبها إليه يحركها بغيظ بينما جاهدت هي لتتملص من قبضته دون فائدة تردد بذهنه كلمات تلك الفتاه وتلميحها الفظ حول اعجاب ذاك الطبيب بها.
انتابته حالة من الجنون فأخذ في سؤالها بسخرية لاذعة قائلا
أنا مبقتش قادر افهمك معقول بنت خالي اللي كنت ھموت عليها طول عمري ولا أنا كنت مخدوع فيكي معقول انت زي ما الناس بتقول يا كاميليا هوائية وطايشة معندكيش مشاعر معقول خالي فشل في تربيتك!
كاميليا بحدة
احترم نفسك يا فارس انت مش من حقك تقولي الكلام ده.
فارس أنا جوزك
كاميليا حتى لو جوزي مسمحلكش تهيني ولا تتهمني بالشكل ده فاااهم!
فارس بجدية مش فاهم يا دكتورة انت لازم تفهمي وتسمعي كويس أنا مبقتش قادر اتحمل اكتر من كده مش هقدر اتحمل مغامراتك كل يوم والتاني مش هقبل على كرامتي ان كل خطوة اخطيها تبقى متعلقه بالماضي وتصرفاتك الطايشة النهاردة زميلتك وبكرة جيرانا وبعده وبعده.
كاميليا بتوتر تقصد ايه
فارس بلهجة حادة غير قابلة للنقاش
هنسافر هنسافر أنا وانت وماما معانا. ونعيش برة.
نظرت إليه بضعف ربما لو كان في وعيه لأدركه وتحدثت بهدوء متعب قائلة
ولو رفضت هتعمل ايه
ابتلع ريقه بثبات زائف واستدار كي لا يواجهها قائلا
تبقي طالق.
احاطته بيديها ټشتم رائحته بسعادة وكأنها من الأبد لم يتسرب إلى رئتيها هواء نقي
أدمعت عيناها واخذت تبتسم بزهو وسرور تهمس بخفوت قائلة بكلمة تكررها
ماشاء الله ولد الله اكبر عليك مصطفى بقى عنده سند يشيله ومبقاش وحيد.
كادت رضوى أن تنهرها لكن سعادتها الكاسحة جعلتها تؤثر الصمت.
الټفت سوسن إليها قائلة بعتاب
وياتري بقى كنتوا مخبيين عليا ليه هحسد ابني مثلا
اجابتها رضوى بتفهم قائلة
لأ يا حماتي بس خفت اعشمكم عالفاضي مش يمكن اقول ولد وتطلع بنت
سوسن لأ لا الحمد لله ربنا كرمنا وطلع ولد زي القمر أهو حته منك يا مصطفى شايف جميل ازاي كفاية الموكوسة سوزي عشمتني تسع شهور حامل في ولدين حامل في ولدين وفي الاخر جابت بنتين مش بنت واحدة تلاقيها كانت بتضحك عليا لحد ما تولد.
رضوى بغيظ أنا هقوم اعملك حاجة تشربيها يا حماتي
سوسن بسعادة
لا متعمليش أي حاجة اهتمي بابنك انتوا هتسموه ايه يابني
مصطفى مصعب البنات اختروا الاسم
سوسن حلو أوي مصعب مصطفى عبدالرحمن الله اسم يشرح القلب.
مصطفى الحمد لله ربنا يبارك فيه وفي اخواته
سوسن ان شالله بص بقى أنا خلاص هأجل العمرة للسنة الجاية مش مسافرة وهقعد علشان خاطره رضوى مش هتقدر تاخد بالها منه ومن اخواته وانت مفروض تساعدها برده.
لم تفلح رضوى في كبح ضحكاتها التي انفلتت رغما عنها فأسرع مصطفى إليها قائلا
بتضحكي على ايه هتودينا في داهية
قهقة رضوى بشدة وشاركها مصطفى ضحكاتها فهو الآخر لا يصدق ما يراه وما تفعله والدته
نظرت اليهما سوسن بغيظ وهتفت
ايه اللي بيضحك دلوقتي مش عجبكم كلامي
رضوى لأ ياحماتي ده انا افتكرت موقف حصل يوم ولادتي
سوسن طيب المهم دلوقتي تاخدي بالك من نفسك ومن ابنك واوعي ترضعيه لبن صناعي بينفخ العيل انتي تاكلي حلو رزقه هينزله ان شاء الله
مصطفى عادي يا ماما اللبن الصناعي بيساعد لأن رضوى لبنها ضعيف
ڼهرته سوسن قائلة
اسكت انت سيبك منه يا رضوى واسمعي كلامي
رضوى حاضر يا حماتي اطمني
سوسن ربنا يطمن قلبك يابنتي يا سلام يا ولاد أنا مبسوطة اوي.
قالها فارس كسلاح للټهديد علها تتراجع وتسافر معه فيتمكنا من خلق حياة جديدة وطعنتها تلك الكلمة فأدركت أن حياتها معه محال أن تستقيم وقد بات الشك ضلعا في بنيان علاقتهما انتابها ضعف نفضته عنها بصياحها ورفضها التام قائلة
تمام انت عندك حق طلقني وروح لحالك أنا وانت مش هينفع نكمل
فارس بذهول بسهولة كده نتطلق وكأن مفيش حاجة
كاميليا احنا مكتوب كتابنا زينا زي أي اتنين مخطوبين ومقدروش يكملوا ما أنا انفصلت قبل كده عن
متابعة القراءة