زوجة على الهامش بقلم نداء علي

موقع أيام نيوز

بس فيصل محيرني اليومين دول حاسة انه متغير.
استنكر حديثها قائلا
يعني الراجل طالع عينه في شغله تقومي تقولي متغير الستات فعلا أمرهم غريب.
همس بحزن
علي فكرة الست بتحس بجوزها اكتر من نفسه ومهما حاول يكدب بتفهمه.
جال بخاطره طيف زوجته وانقبض قلبه مما قالته همس فقد ضحي بالكثير كي يبقي زوجته بعيدا عن دوامته الشرسة وصراعه القاسې.
ترى هل حقا تستشعر شروده وانشطار روحه وهل ان صدق ما تقوله همس فهل لديه القدرة علي المواجهة.
أحزن همس صمته فتحدثت برفق قائلة 
عارف يا ياسين انت مفتقد للأمان مۏت عمي سحب جزء من روحك إحساسك بالاحتواء انكسر وده سبب توهتك وحيرتك.
ياسين بشجن
سيبك مني واستهدي بالله فيصل راجل محترم ومستحيل يلعب بديله.
همس وقد احترمت رغبته في الهرب من مسار الحديث 
ربنا يستر ويكدب ظني المهم قولي أخبار الولاد ايه بقالي فترة نفسي أشوفهم بس فيصل معندوش وقت اليومين دول
ياسين ولا يهمك يا همس المهم عندي تبقي بخير
همس اطمن يا ياسين انا بخير خلي بالك انت من نفسك وياريت ترجع بقى كلنا محتاجين وجودك
................................
وما أخرج إبليس من نعيم الطاعة ولذة القرب من الخالق سوى الكبر والغرور رعونة الروح وكرهها للاعتراف بالحق والرجوع عن الخطأ
ونحن لا نتعلم من الدرس بل نكرر الخطأ ونتمادى.
ابتسم مصطفى بسخرية ووعيد لا يصدق ما أقدمت عليه رضوى تلك الزوجة المطيعة الهادئة صارت شرسة وقاسېة كيف تجرأت وقامت بفعلتها تلك.
نظر إليه فيصل يترقب ردة فعله ولكن طال صمته فتحدث إليه بهدوء قائلا
طول بالك يا مصطفى مراتك معذورة برده انت علي كلامك بقالك فترة مانع عنهم المصروف ومبتسألش
مصطفي پغضب تقوم ترفع عليا قضية نفقة بنت الكل........
فيصل يابني استهدى بالله دي مهما كان أم بناتك وعشرة عمر متنساش انها وقفت جنبك كتير في بداية حياتك واتحملت بعدك عنها سنين في الغربة.
مصطفى وأنا ياعم مغلطتش ومقعدها في شقة متحلمش بيها وبناتها داخلين
مدارس لغات ولما قررت اتجوز حاولت اعدل بينهم بس الهانم قالتلي مش عاوزاني وانها هتفضل علي ذمتي علشان خاطر بناتها.
فيصل والله يا مصطفى مش عارف اقولك ايه المهم انك تحاول تلم الدور علشان نفسية البنات وبلاش فضايح حاول تراضيها وتفض الموضوع بعيد عن المحاكم والپهدلة.
مصطفى ربك يسهل المهم انت هتفضل كده لأمتى
فيصل بتوتر كده ازاي يعني
مصطفى فيصل بلاش لف ودوران أنا ملاحظ اعجابك بالدكتورة كاميليا والحقيقة البنت تستاهل عندك حق
فيصل بنفي مينفعش يا مصطفى سني ومكانتي ده غير ان مراتي مش هتقبل بحاجة زي دي
مصطفي سنك ايه يابني انت ٤٠ سنة يعني أجمل وأجمد سن وماشاء الله تقدر تفتح بيت واتنين ومراتك هتعترض في الأول وبعدين ترضى بالأمر الواقع
فيصل يعني مراتك قبلت بالأمر الواقع ماهي قالبه الدنيا عليك
مصطفي بغرور سيبك منها المهم اني مبسوط واتجوزت اللي تليق بيا
فيصل حتى لو حصل وهمس تقبلت الموضوع تفتكر كاميليا ممكن تتجوز واحد متجوز ومعاه ولدين مستحيل طبعا
مصطفى يابني بطل عبط البت عينها منك يا معلم وانا مركز معاها وشايف نظراتها ليك من اول يوم
فيصل بنفي لالا اكيد انت بتتخيل ايه اللي يخليها تورط نفسها في علاقة صعبة زي دي
مصطفى الحب يادكتور وبعدين انت بالنسبة لبنات كتير فرصة عريس لقطة ايه اللي يخليها تروح تتجوز شاب كحيان مش عارف يجيب شقة محترمة ولا هيعيشها في مستوى يليق بيها عموما انا شايف انك تتحرك بدل ما تلاقيها ضاعت من ايدك وجه غيرك وخطڤها يلا سلام عندي معاد مع شركة الشفاء وهشوف العرض بتاعهم ايه!
فيصل بشرود تمام ابقى كلمني لما تخلص
مصطفى اكيد.
تركه مصطفى وقد حرك بداخله الكثير مما كان يخشى البوح به هو بالفعل وقع في حبها لكنه يرى نفسه غير ملائم ولكن هل ما قاله مصطفى حقيقة هل تبادله هي الأخرى مشاعره ابتسم بسعادة يشوبها أنانية تغلف قلوب الكثيرين منا أنانية تبرر الخېانة وكسر قلوب من وهبنا روحه دون شروط..
.............
بعدما عاد مصطفى إلى بيته سحرته سوزان بهيئتها الجميلة وعطرها الذي يأسره أخرجته من غضبه العارم وجذبته الي عالمها
قائلا
هو في عندنا حفلة ولا ايه!!
سوزان بدلال تقصد ايه بقى هو أنا من وقت ما اتجوزنا عمري قصرت في لبسي أو اهتمامي بنفسي
مصطفى بإعجاب ابدا يا قمري ده انت حببتيني في الجواز
وكزته هي بغيظ شديد فقهقه باستمتاع ليتوقف عن الضحك بعدما تحدثت إليه بجدية يشوبها الترقب قائلة
عموما مش هتقدر لو نش علشاني فلعشان النونو الجاي
مصطفي پغضب نونو ايه يا سوزي اظن احنا متفقين قبل الجواز ان مفيش خلفة عالأقل لما يفوت علي جوازنا سنتين تلاته 
سوزان بحدة
مصطفي أنا مضحكتش عليكي ولا قصرت معاكي في حاجة وكل طلباتك مجابة
اقتربت سوزان منه تسعى الي اقناعه مهما بلغ الأمر نظرت إليه بحزن ممزوج بإغواء تجيده رغم حداثة عمرها وكالمعتاد استجاب مصطفى لمحاولتها تاركا خلافهما لوقت لاحق
..............
تعجبت همس من التأخير الذي صار ملازما لزوجها لم يكن يطيق الابتعاد عنها وعن أطفاله لقد تبدل بأخر تعجز كليا عن فهمه
تنهدت بيأس ولم يعطها طفليها مزيدا من الوقت للتفكير بل اقتحما الغرفة بقوة وكلاهما يصيح مستغيثا بها
تيم يا ماما مؤيد كسر الباتمان مان الجديد بتاعي
مؤيد يا ماما كذاب أنا مكسرتش حاجة
دفعه تيم بقسۏة فصاحت بهما همس پغضب قائلة
بس ايه قلة الأدب بتاعتك انت وهو دي انت بتقول علي اخوك كذاب ليييه وانت ازاي توقعه وتمد ايدك عليه انت وهو محرومين من الأيباد والبلاي ستيشن طول اليوم
تيم ومؤيد لالالا خلاص يا ماما أسفين مش هنعمل كده تاني
همس أنا قولت كلمة ولو اتكررت عمايلكم دي هقول لبابا وهو يتصرف معاكم
غادر كلاهما وملامح وجهيهما يغمرها الحزن الشديد ولكن همس تماسكت كي لا يتكرر ما حدث بينهما.
جلست كاميليا قبالة فيصل تنتظر سماع ما يود قوله لكنه مازال يشعر بالتردد
تحدثت كاميليا برقة متسائلة
خير يا دكتور فيصل في ايه
فيصل انتي مخطوبة أو مرتبطة
كاميليا بذكاء ليه حضرتك عندك عريس
فيصل عندي عريس وقالي انه بيحبك أول لحظة شافك فيها
كاميليا وبعدين!
فيصل نفسه يصارحك بس خاېف
كاميليا بترقب خاېف مني
فيصل خاېف ترفضيه وخاېف عليكي
كاميليا لو بيحبني زي ما بيقول اكيد هحاول افكر في طلبه بس مش فاهمه خاېف عليا من ايه
فيصل خاېف يظلمك انتي بالنسباله حلم وكمان هو اكبر منك كتير
ازداد خفقان قلبها واستشعرت أن فيصل علي وشك البوح بمشاعره التي لاحظتها هي فأثرت الصمت
تبادلا النظرات وكلاهما يتمنى الأ ينتهى اليوم وساعات العمل فينتهي نعيم حبهما
قاطع تلك اللحظات رنين هاتفه المتكرر ليلعن بداخله زوجته التي تتفنن في تعذيبه وتهمس كاميليا إلى نفسها
إيه اللي انا بعمله ده معقول انا أحب واحب مين راجل متزوج وعنده عيال ياربي ايه الورطة دي انا لازم ابعد قبل مشاعري ناحيته ما تزيد اكتر من كده.
لكن فيصل قد حسم أمره وغلبته رغبته قائلا
دكتورة كاميليا أنا بحبك وعاوز اتجوزك وقبل ما تردي
أنا فعلا متجوز لكن قلبي مش بايدي وقلبي اختارك انتي ياريت مترفضيش قبل ما تفكري كويس وصدقيني عمرك ما هتندمي.
ونسعى إلى سراب وربما كنا نحن السراب الذي لا يصل إليه
تم نسخ الرابط