مهمة زواج
المحتويات
و بتحبني.
ردت بعقلانية
أكيد مش ناسية...بس دارين حساها نزوة سريعة كدا جات بسرعة و هتروح زي ما جات... أنا أكتر واحدة فاهماك و عارفة إن علاقتك بدارين مش علاقة حب أبدا... هي مجرد اعجاب حصل بعده وعد بالجواز و انت مش عايز تخلف بوعدك لأن دا مش من طبعك و لا من أخلاق رجولتك... أنا متأكدة إن قلبك لسة مدقش لبنت و لا الحب عرف طريق لقلبك يا أدهم... مش انت اللي واحدة ټخطف قلبك بالسهولة دي.
و لكنه أصر على الإنكار متمتما
لا يا أمي الكلام دا مش صح... أنا بحب دارين و متعلق بيها و مش متخيل موقفها لو دا حصل.
ربتت على كتفه و هي تقول بابتسامة متفهمة لما يدور بخلده
حبيبي اللي انت بتمر بيه دا مجرد احساس بالذنب ناحيتها مش أكتر... يعني لو مكنتش خطبت دارين كانت الأمور هتكون أسهل كتير بالنسبالك.
يا أدهم يعني نسيب البنت ټموت!..مش كفاية الصدمة اللي حصلتلها و هي شايفة أمها بتتقتل قدام عينيها!!..ازاي يابني يكون في ايدك تنقذ حياة انسان و تسيبه..و بعدين دي مش أي حد..ندى دي بنتي اللي مخلفتهاش... و بعدين على الأقل دارين عندها أب و أم و عيلة هتهون عليها... إنما دي يتيمة ملهاش حد و أبوها يا عالم هتشوفه تاني ولا هيسيبها في الدنيا لواحدها.
أومال فين كلامك عن الټضحية و الآية اللي دايما بترددها و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا..ولا هي شعارات في الفاضي.
قالت عبارتها الأخيرة بحدة نوعا ما حين لمست صلابة رأيه فنظر لها بلوم و هو يقول
أنا برضو بتاع شعارات يا أمي!
اقتربت منه أكثر و أخذت تمسد على شعره و هي تقول بليونة
يا حبيب قلبي انت أشجع و أرجل ظابط شوفته...و أنا اللي بطلب منك يا أدهم انك توافق على جوازك من ندى و تتعهد لوالدها بحمايتها...مش عشان هي مهمة انت مكلف بيها...لا.. عشاني أنا و عشان أبوك الله يرحمه...ياما اتمنينا أنا و هو انكو تكونو لبعض لولا إن الظروف فرقتنا كلنا...اللي ماټ ماټ و اللي هاجر هاجر و الأخبار انقطعت بس مكانتها في القلب متغيرتش أبدا.
من فضلك يا أمي سيبيني بس دلوقتي أفكر و أهيأ نفسي للحكاية دي...لأني بجد حاسس اني متلغبط و مش قادر اخد قرار صح.
ربتت على ظهره بحنو و هي تقول
قوم يا حبيبي اتوضى و صلي صلاة استخارة و هي هتتحل بإذن الله بس انت استعين بالذي لا يغفل ولا ينام...و تبات ڼار تصبح رماد.
حاضر يا أمي بس انتي ادعيلي.
داعيالك يا حبيبي...ربنا يريح قلبك و يجعلها من نصيبك يا ابن قلبي.
تركته أمه ېحترق بنيران حيرته و شتاته و غادرت الغرفة بينما هو جلس يقلب الأمور في رأسه لا يصدق أن أدهم برهام ضابط العمليات المخضرمالذي لا تستعصيه مهمة ولا يصعب عليه هدف يقع في ذلك الفخ العويص ولا يستطع الخلاص منه.
و بعدما انتهى نفض دماغه من أي أفكار إيحابية كانت أو سلبية ثم غط في سبات عميق.
مرت الليلة ثقيلة على كل من أدهم و ندى فكل منهما هائم في شتاته غارق في بحر أحزانه يخشيا ما ينتظرهما في الأيام القليلة القادمة.
في الصباح الباكر..
استيقظ أدهم و هو يشعر بقليل من الإرتياحفقد أقر في قرارة نفسه أن يستسلم للأمر الواقع و ليضع ڼصب عينيه و من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا فقد اقتنع بحديث والدته له و تأثر به.
قام بمهاتفة اللواء سامي قبيل موعد حضوره إلى العمل..
ألو...صباح الخير يا سيادة اللوا...بستأذن حضرتك عايز النهاردة طارئة.
خير يا أدهم انت تعبان ولا ايه!
لوى شفتيه بابتسامة متهكمة ثم قال بنبرة ساخرة رافعا احدى حاجبيه
المفروض اني داخل على مهمة جواز و عايز أظبط أموري و أستعد كويس للمهمة دي.
اتسعت ابتسامة سامي بسعادة بالغة ثم قال
عفارم عليك يا سيادة الرائد...كنت عارف إن ابن برهام باشا الكيلاني لا يمكن يخذلني أبدا...تمام زي أبوك الله يرحمه.
حانت منه نصف ابتسامة قائلا بثقة
هذا الشبل من ذاك الأسد يا باشا.
ربنا يحميك يا أدهم... المهم حيث كدا بقى خود النهاردة أجازة و اعمل حسابك بكرة نروح نكتب الكتاب عند محامي بالتوكيل اللي أمور عاملهولي... و أنا هكلمه النهاردة أبشره و بالمرة يبعتلي الأوراق المطلوبة لكتب الكتاب.
أوامر سيادتك يافندم.
تمام يا سيادة الرائد... مع السلامه.
أغلق سامي الهاتف ثم قام قام باستدعاء آسر ليأتي إليه بعد دقائق مؤديا التحية الشرطية ثم جلس قبالته ليهتف اللواء سامي بسعادة بالغة
أحب أبشرك يا سيادة الرائد إن أدهم برهام وافق على المهمة.
اتسعت بسمة آسر مرددا
على بركة الله يا سيادة اللوا... الحمد لله انه اقتنع لوحده... حضرتك متعرفش طلع ميتيني ازاي امبارح و مكنتش لسة قولتله ولا كلمة..
قهقه سامي ثم سرعان ما عادت ملامحه للجدية و هو يقول
المهم خليك حافظ دورك كويس... مش عايزك تسيب أدهم لحظة و من غير ما يحس بيك.... حماية أدهم مهمتك يا بطل.
أجابه بحماسة بالغة
أوامر سيادتك يافندم... أنا حافظ و مذاكر كويس أوي... و ان شاء الله أكون عند حسن ظن سيادتك.
أومأ سامي متمتما
إن شاء الله يا آسر... أنا واثق في إختياري ليك.
رد آسر بشيئ من التردد
طاب حيث كدا يا باشا أنا طمعان في كرم سيادتك...عايز أروح بدري ساعتين.
قطب سامي جبينه باستنكار متمتما بضيق مصطنع
انت بتستغل الموقف بقى ولا ايه!
لا لا أبدا يافندم مش قصدي ط.....
قاطعه سامي بضحكة بسيطة
خلاص يابني موافق متتخضش كدا.
تنفس بارتياح متمتما بامتنان
متشكر جدا يافندم... أي أوامر تانية!
لا اتفضل على مكتبك.
استأذن منه بالانصراف و بمجرد أن دلف غرفة مكتبه قام بالاتصال بخطيبته..
ألو.. ميري حبيبتي عاملة إيه
الحمدلله يا آسر
بقولك أنا عازمك النهاردة ع الغدا و هكلم عمو محمد أستأذنه
طاب و شغلك!
أنا أصلا واخد إذن ساعتين بدري...
لو بابا وافق فأنا موافقة بس انت طبعا عارف انه مش هيرضى يخلينا نخرج لوحدنا.
أجابها بانزعاج تلك المرة
يعني مودة هتيجي برضو!
معلش يا حبيبي أنا مقدرش أخالف أوامر بابا... و بعدين انت عارف مودة بتسيبنا براحتنا و بتقعد بعيد ولا كأنها معانا أصلا.
تمام يا ميري مفيش مشكلة.. إجهزي بدري عشان منتأخرش..
حاضر يا أسور.
سلام يا قلبي.
أغلق الهاتف و البسمة الهائمة مرتسمة على شفتيه بتلقائية حالما يسمع صوتها فقط.
أما عند أدهم
أنهي المكالمة مع اللواء سامي و هو يتنهد بثقل هو متعجب من نفسه أنه لم يطلب التحدث إليها أو أن يرى صورة لها مقنعا نفسه بفقدان شغفه في ذلك الأمر لأنها لا تمثل له أي شيئ ولا تعنيه بشيئ... فقط مجرد مهمة و مصيرها للإنتهاء.
خرج من غرفته ليبشر أمه بقراره و يفكر كيف سينهي خطبته من دارين.
بالطبع تهللت أسارير السيدة تيسير بهذه البشرى و أسرعت بالاتصال إلى ابنتها روان لتقص عليها القصة كاملة لتشاركها الفرحة و التي بدورها قصتها على محمود زوجها فهو ضابط أيضا برتبة رائد و لكن يعمل في شرطة المرور.
علمت ريم الشقيقة الصغرى لأدهم بذلك الأمر و رحبت به أيضا فهى لم تحب يوما خطيبته دارين و كانت ترى دائما أن أدهم يستحق من هي أفضل منها و لكنها كانت منشغلة في إنهاء أوراق استلام عملها كطبيبة في احدى الوحدات الصحية بقرية نائية بمحافظة سوهاج بصعيد مصر.
و جاءت اللحظة الحاسمة ألا وهي لحظة إنهاء خطبته بدارين...
اتصل بها ليأخذ معها ميعاد ليتقابلا بإحدى الكافيهات فلم تصدق نفسها فإنها المرة الأولى التي يطلب فيها الخروج معها منذ خطبها إن لم تطلب هي منه ذلك.
و بالفعل قرب المغيب كانا جالسين بمقهى راقي و كان في قمة توتره رغم الثبات الظاهر عليه طلب لهما مشروبا باردا ثم حمحم قائلا بملامح جامدة
دارين أنا مش عارف أبدأ الموضوع منين... بس الحقيقة حصلت شوية ظروف كدا خارجة عن إرادتي و بقى من الصعب إننا نستمر في خطوبتنا... أنا بجد آسف إني بقول كدا و طبعا كان نفسي أكمل معاكي للآخر بس....
قاطعته و هي تتنفس بانفعال قائلة بحدة
بس ايه يا حضرت الظابط!.. مفيش داعي تقعد تخترع في أسباب مش موجودة... من الأول و أنا حاسة انك مبتحبنيش... بدليل انك ماقولتليش ولا مرة كلمة بحبك... ولا مرة قولتلي وحشتيني... ولا مرة طلبت مني نخرج سوا... كنت بحاول أقنع نفسي ان طبيعة شغلك مأثرة على شخصيتك و مش عارف تبقى رومانسي.. و اديت لنفسي أمل إننا لما نتجوز و تشوف حبي ليك هتتغير بس واضح اني كنت بحلم..
مد يده ليمسك يدها التي تلوح بها لعلها تهدأ قليلا هاتفا بها بهدوء
دارين اهدي... انتي فاهمة غلط.
نفضت يده عن يدها و هي تصيح بانفعال أشد
اوعى ايدك دي...انت حتى مفكرتش تمسك ايدي قبل كدا... و يوم ما ټلمسها تقولي صعب نستمر في خطوبتنا!
غامت عينيه پغضب جامح من فرط انفعالها عليه و زمجر بها بحدة
دارين متنسيش نفسك و صوتك دا مايعلاش عليا... مش معنى إني سايبك تتكلمي براحتك انك تتمادي و تكلميني بالطريقة دي.
أخذت تنظر له بمقت شديد فكل معاني الخذلان قد تجسدت فيه الآن و احتلت الصدمة ملامحها بجدارة الأمر الذي ضايقه للغاية و جعل شعوره بالذنب يكاد ېقتله.
فأشاح بناظريه عنها و هو يقول بنبرة متحشرجة من فرط الأسى
الشبكة خليها معاكي اعتبريها هدية مني... و يا ريت توصلي اعتذاري لوالدك و والدتك... أشوف وشك بخير.
ثم هب من كرسيه مغادرا مخلفا ورائه قلبا ساخطا أقسم على الاڼتقام.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحلقة الرابعة
رواية مهمة زواج
عودة إلى الوقت الحالي...
حيث حفل الزفاف البسيط المقام على متن باخرة نيلية..
انتهى الحفل على خير رغم ڠضب أسرته من جفائه الظاهر و اللامبالاة التي تحلى بها.
استقل أدهم سيارته بعروسه إلى منزله الكبير المكون من طابقين و
متابعة القراءة