مهمة زواج
المحتويات
أمامه حديقة صغيرة و جراچ للسيارات.
كان من ضمن شروط موافقتة على الزواج بندى هو اقامته بشقة والدته التي يقيم بها حاليا ناويا في قرارة نفسه أن شقته و الذي كان يقوم بتجهيزها لن تدخلها عروس أخرى سوى دارين و لو بعد حين و قد وافقت السيدة تيسير بل و استحسنت ذلك الأمر حتى تقوم بتوجيهه في تعامله مع ندى دائما فهي تعلم أنه طالما تزوجها رغما عنه فسوف يكون فظا معها حتى و إن لم يقصد ذلك و لكنها قررت أن تتركهما لثلاثة أيام و تقيم عند روان ابنتها حتى يخلو لهما الجو في تلك الأيام القلائل.
أغلق أدهم باب الشقة في حين تقف ندى أمامه مولية ظهرها ناحيته فأخذ نفسا عميقا و حاول رسم ابتسامة صافية على شفتيه فكسر الخواطر ليس من شيمه ثم تقدم حتى أصبح خلفها تماما تستطيع سماع أنفاسه الهادئة فتجرأ و قام بإحاطة خصرها بيديه الأمر الذي أصابها بالقشعريرة و قام بإدارة جسدها نحوه لتصبح بمواجهته لتقابل هي تلك الابتسامة الساحرة التي أذابتها بينما هو اتسعت ابتسامته حين رأى خجلها ظاهرا في اشتعال وجنتيها بحمرة جميلة زادت ملامحها الطفولية براءة و جاذبية.
ابتسمت بخجل و هي مطرقة الرأس قائلة
الله يبارك فيك يا أدهم.
ترك خصرها ثم أمسك يدها و سار بها بإتجاه إحدى الغرف و قام بفتحها و دلفا إليها سويا ثم قال لها بنبرة جادة
دي قوضتنا يا رب تعجبك... روان هي اللي اختارت كل حاجة فيها على ذوقها.
أخذت تدور بعينيها في أنحاء الغرفة بإعجاب واضح فقد كانت رقيقة للغاية مطلية باللون الوردي الزاهي و أثاثها من اللون الأبيض و ستائر من الشيفون في منتهى الرقة.
أومأ برأسه موافقا ثم قال
أنا هسيبك تغيري براحتك و هروح أغير هدومي في قوضتي.
رددت باستنكار
قوضتك!
ازدرد لعابه بتوتر قائلا بمراوغة
اه ماهي دي قوضة روان قبل ما تتجوز أصلا و هي جهزتها لينا احنا الاتنين... انما أنا ليا قوضة هناك في الناحية التانية من الشقة و فيها هدوم ليا و كل متعلقاتي الشخصية.
هزت رأسها دون أن تنطق فالصدمة جعلتها غير قادرة على الرد.
في هنا حمام صغير عشان تكوني براحتك... عن إذنك.
بمجرد أن خرج و أغلق الباب هوت بجسدها على حافة الفراش و الصدمة قد احتلت جسدها بالكامل ثم ما لبثت أن انخرطت في بكاء مرير حاولت كتمانه حتى لا يسمعها فيبدو أن أباها قد خدعها فمن الواضح أن أدهم مجبور على تلك الزيجة و أنها غير مرحب بها في حياته فليس هذا بسلوك عريس انتظر عروسه و تلهف للقائها.
خلعت فستانها و ألقت به پعنف على أرضية الغرفة و التقطت ملابسها و دخلت المرحاض المرفق بالغرفة و قامت بالاغتسال و توضأت و ارتدت بيچامة صيفية ثم ارتدت فوقها اسدال الصلاة و قامت بتشغيل بوصلة هاتفها للتعرف على اتجاه القبلة ثم شرعت في الصلاة تتصبر بها على ما أصابها من خذلان و هوان.
أخذ يدور بالغرفة ذهابا و إيابا غير قادر على أخذ الخطوة التالية مع من هي من المفترض أن تكون زوجته حتى أعياه التفكير فاضطر لأن يحادث آسر عبر الهاتف لعله يساعده أو يحصل منه على نصيحة...
ألو.. آسر
......
اسمعني يا زفت للآخر
......
مش قادر اخد الخطوة
.....
حاسس إنها غريبة عني
......
ازاي عايزني أقرب من بنت لا كنت شوفتها ولا اعرفها و مطلوب مني أحبها بين يوم و ليلة
......
أنا مش ساحر يا آسر
.......
مش قادر
......
مش قادر
.........
مش عايز أكسر بخاطرها و في نفس الوقت حاسس إني هكسرها أكتر لو قربت منها ڠصب عني لأنها أكيد هتحس و هتفهم
.......
خلاص اقفل مش عايز منك مساعدة
لم ينتظر رده و أغلق الهاتف سريعا فقد كان كل كلام آسر اټهامات و هجوم على أدهم.
بعد وقت ليس بطويل قرر الذهاب إليها و ليترك الأمور تسير كما هو مقدر لها أن تسير.
قام بطرق باب غرفتها ففتحت له لتطل عليه بإسدال الصلاة فتنحنح قائلا بتوتر
يلا عشان نتعشا!
أومأت له بإيجاب فاسترسل قائلا
الشغالة جهزت الأكل على السفرة و مشيت.. تعالي ناكل قبل ما الأكل يبرد.
ماشي يلا.
ناظرها بدهشة قائلا
هتاكلي بإسدال الصلاة!
ردت بابتسامة صفراء لم تتخطى شفتيها
عندك مشكلة!
لا أبدا براحتك.
سبقها إلى طاولة الطعام و سارت خلفه فأجلسها إلى الطاولة و جلس قبالتها و شرعا في تناول الطعام في صمت تام صمت بليغ جعلها تتأكد من أنه بالفعل لا يحبها و لا تتوق و لو للحظة للقائها كما زعم أبوها.
أنهت طعامها سريعا فقام بدوره بإنهاء طعامه ثم نهضت لتلملم الأطباق و تذهب بها إلى المطبخ حيث أشار لها.
عادت من المطبخ و توجهت مباشرة إلى غرفتها فتفاجئت به يجلس على حافة الفراش ينتظرها و تبدو على ملامحه علامات التوتر فقد كان شعره الطويل أشعث من كثرة تخليل أصابعه بخصلاته كناية عن توتره و عينيه تدوران في أنحاء الغرفة سواها كما أنه كان جالسا و ظهره مائلا للأمام مستندا بذراعيه إلى ركبتيه و هو يتنفس بوتيرة سريعة.
حين دخلت بقي على وضعه فقط رفع عينيه لينظر اليها نظرة خاوية من أي مشاعر نظرة فهمتها جيدا ثم حاد بناظريه بعيدا عنها.
أدهم...انت مكبر الحكاية كدا ليه... خلاص مهمتك خلصت و تقدر دلوقتي تروح تنام في قوضتك.
عقد ما بين حاجبيه باستغراب ثم نهض ليقف أمامها بقامته الطويلة بالنسبة لقامتها القصيرة متسائلا بدهشة
قصدك ايه بالظبط.
ردت بنبرة موجعة حاولت جعلها عادية
أقصد إن خلاص التمثيلية خلصت... واضح انك وافقت على الجوازة دي و انت مضطر... زيي بالظبط..
راح ينظر إليها بعدم تصديق لقد أتى الڤرج من حيث لا يتوقع لا تدري أنها بكلماتها تلك أزاحت عن كاهله حملا ثقيلا و جعلت مهمته معها أكثر سهولة.
ندى إنتي بنوتة جميلة و أي شاب يتمناكي.. كل الحكاية ان مكانش في وقت نتعرف على بعض و نقرب لبعض عشان الجوازة دي تتم زي أي جوازة.
مفيش داعي تقول أي مبررات يا أدهم... أنا فاهمة كل حاجة كويس أوي... و أنا مش زعلانة منك.. بالعكس أنا ممتنة ليك إنك نفذت رغبة بابا واتعهدت بحمايتي و خليته مطمن عليا.... هنضطر نستحمل بعض فترة كدا لحد ما الأمور تهدى و بابا يطمن عليا و بعد كدا كل واحد يشوف طريقه.
أغمض عينيه بارتياح كبير الأمر الذي جعلها تحدث نفسها قائلة يا يا أدهم.. للدرجادي أنا كنت هم تقيل على قلبك.
اغرورقت عيناها بالعبرات و لكنها أخفضتهما سريعا للأسفل و هي تقول
ممكن تخرج عشان تعبانة و عايزة أنام.
أومأ بإيجاب ثم مر من جانبها و هو يقول
قوضتي قصاد قوضتك في الجهة التانية لو احتاجتي حاجة تعاليلي في أي وقت.. يا ريت متتكسفيش مني... تصبحي على خير.
أومأت برأسها دون أن تنطق أو حتى ترفع عينيها إليه فقد اختنق صوتها بالبكاء و في الأخير أطلقت لدموعها العنان حين سمعت صوت الباب ينغلق.
بينما أدهم تمدد بفراشه بأريحية بعدما أحس بأنه أصبح حرا و كأنها كانت تقيده من رقبته و أخذ يفكر بدارين و كيف هي الآن و كيف ستكون خطته التالية تجاهها...
فكر أيضا في موقف والدته إن علمت بما حدث الليلة بعد عودتها من منزل روان شقيقته حتما لن تمررها له مرور الكرام ربما تتأزم حالتها الصحية أيضا فهو يعلم جيدا مكانة ندى لديها و أنها لن تقبل بتاتا البتة بذلك الوضع... لذلك أقر أن يتفق مع ندى على إخفاء ذلك الأمر عن أمه لحين إشعار آخر.
نام كل منهما في غرفته و حين أذن الفجر نهضت ندى لتؤدي صلاتها و بعدما انتهت أحست أن حلقها قد جف فخرجت من غرفتها و هي مرتدية إسدال الصلاة و لكن شعرها مكشوف و طرحتها متدلية على كتفيها.
سارت باتجاه المطبخ ثم دخلته و قامت بملئ كوب ماء من المبرد و شربته و حين همت بإعادته لمكانه تفاجئت بأدهم يدخل من باب المطبخ بملامح ناعسة و شعر أشعث و وجهه محمر من أثر النوم فوضعت الكوب سريعا على المنضدة ثم قامت بلف طرحتها لتغطي شعرها بالكامل باضطراب الأمر الذي أثار دهشة أدهم للغاية و راح يحدثها بنبرة متحشرجة و هو مقطوب الجبين
انتي بتغطي شعرك مني ليه!.. دا أنا جوزك برضو.
ابتسمت بسخرية ثم ربعت يديها أمام صدرها و هي تقول
بعد الكلام اللي قولناه امبارح مبقتش جوزي ولا أنا مراتك.
رفع حاجبيه متسائلا
بمعنى!
تنهدت پألم حاولت إخفائه ثم قالت بجدية
عقد الجواز كان هيكون صحيح لو مفيش فيه الشرط اللي اتفقنا عليه امبارح.
شرط ايه مش فاهم.
احنا اتفقنا اننا هنستحمل بعض فترة معينة و بعدين ننفصل و دا معناه إن العقد مؤقت و الشرط دا أبطل عقد الزواج... و أنا دلوقتي مش مراتك و ميحقش ليك أي حقوق من حقوق الزوجة على زوجها.
أخذ يحاول استيعاب ما تقوله بتمعن ثم ما لبث أن سألها بتعجب
انتي متأكدة من الكلام دا!.. انتي أصلا جايبة المعلومات دي منين!
أجابته بثقة
أنا عندي مكتبة معظمها من كتب الشريعة و الفقه و دايما بقرأ فيها و عندي حصيلة معلومات كبيرة و أي حاجةبتقف قصادي برجع للكتب دي.
ناظرها بإعجاب واضح جعله يشعر كم هي رائعة بالنسبة لمثيلاتها من الفتيات ثم تنحنح متسائلا بترقب
ماشي بس العقد اتكتب بموافقتك و بعلمك... أنا متجوزتكيش من وراكي..و في شهود و إشهار و كل الشروط مظبوطة.
أدهم افهم... انا قولت العقد صحيح لو مكناش وقفناه على شرط..
أومأ متفهما ثم ربع يديه أمام صدره و هو يقول متنهدا بعمق
لحد امتى يا ندى!...واضح ان الوضع دا هيستمر كتير و مش هنقدر نخبي على الناس اللي حوالينا فترة طويلة...مش عارف أصلا ماما هتتقبل
متابعة القراءة