أغلال الروح بقلم شيماء الجندي

موقع أيام نيوز

هتعجبك هناك !
رفعت حاجبها الأيسر و سألته باستنكار
واثق في خروجي مش يمكن فعلا سړقت حاجتكم 
عقد حاجبيه و زجرها پغضب شديد و حدة متعمدة بعد أن أبعد رأسه عنها سديم أنا لما قولت مش واثق فيك كنت محدد خۏفي إنك تبعدي عني و متأكد إنك لا يمكن تعملي كدا !
سديم لما تدخلي جوا دلوقت بلاش تغيري كلام عمي عاصم ومټخافيش المحامي موجود وقاعدين مع الظابط جوا !
عقدت حاجبيها و رفعت رأسها تسأله بدهشة 
عمك عاصم !! ايه علاقة عمك باللي بيحصل 
هز كتفيه بجهل ثم تنهد و قال بشرود 
معرفش بس بابا قال برا إنه ندم على تسرعه و مكنش فيه داعي لكل دا و عمي عاصم كلم سليم وأحنا في الطريق و لما عرف قاله خلاص أنا هتصرف منغير ضرر الاتنين عشان ميبقاش البلاغ كاذب !
شرد بعيدا عنها و همس لها بخفوت فيه حاجة غريبة فيه و معتقدش إنها بسبب جوازي منك !
ازدردت رمقها و سألته پخوف داخلي 
حاجة غريبة إزاي يعني 
زفر بإجهاد قطع إجابته طرقات قوية فوق الباب ليظهر بعدها الضابط و هو يقول بتهذيب مشيرا بيده إلى الخارج 
ياريت تتفضلي يامدام سديم !
نظرت إلى آسر الذي أمسك متحركا إلى الخارج معها و هامسا لها هستناك نروح سوا !
هزت رأسها ببسمة صغيرة ثم دلفت إلى الغرفة المتواجد بها رأفت و عاصم و الضابط !!!
أشار الضابط إليها بالجلوس أمامه و أردف بهدوء وهو يراقب ملامحها الثابتة و نظراتها المسلطة فوق عاصم تحديدا والذي بادلها إياها ببسمة صغيرة و إماءة من رأسه قبل أن يقول بهدوء
معلش ياسديم رأفت مكنش يعرف إني أنا اللي احتفظت بالحاجة معاك !
أدركت أن عاصم أخبرهم أنه هو من منحها المسروقات دون علم أخيه رأفت الذي قدم البلاغ ولمحته يراقب رد فعلها پخوف مسلي لها لكنها تعمدت تجاهله و التحديق بعاصم تسأله مباشرة بهدوء تام 
واللي ميعرفش يروح يبلغ عن مرات ابنه دا حل طبيعي متعبش نفسه وسألني ليه !
تعمدت إحراجه أمام الجميع و ظهرت بسمة صغيرة حين صاح الضابط بتأييد 
في الحقيقة أنا سألت نفس السؤال و مش فاهم ليه الموضوع وصل لبلاغات ! بس إحنا بنقول الصلح خير و نعتبر الموضوع سوء تفاهم بسيط وعابر العائلات بيحصل بينها أكتر من كدا !
عقدت حاجبيها و نظرت تلك المرة إلى رأفت الذي حدق بها بتوتر بالغ و ترقب منتظرا رد فعلها لتقرر التوقف عن التلاعب بأعصابه خاصة في تواجد شقيقه و تتنهد باصطناع وتقول بنبرة محايدة
تمام زي ماتشوف حصل خير !
انتهت حرب النظرات مع إنتهاء الإجراءات و كما وعدها انتظرها بالخارج و فور خروجها جذبها من يدها و تحرك بخطوات سريعة مبتعدا عن أبيه و عمه بينما ولكنه توقف حين تحرك عاصم خلفهما و أردف بلطف 
استنى ياآسر !
ومن الجهة الأخرى تقدم سليم بخطوات مجهدة ففضلت سديم تجنب عاصم وتحركت تجاهه بعد أن همست لزوجها 
هتطمن على
نيرة واستناك مع سليم !
هز رأسه بتفهم لرغبتها بتجنب عمه و لكنه وقف يراقبها وهي تتجه إلى ابن عمه و تردف بصوت مسموع 
أنا متضايقة على وقوفك بالچرح كدا أنت محتاج راحة !!!
تنهد و استمع إلى عمه الذي استقر بجانبه يقول بهدوء 
معلش ياآسر أنا عارف إنك محتاج تروح مع سديم بس أنا عاوز اتصالح معاها بدل ماهي بتتجنبني كدا على طول!
عقد حاجبيه و نظر إلى والده الذي تحرك تجاه زوجته ثم إلى عمه و أجاب بجدية
تتصالح معاها إزاي هو انتوا اتخاصمتوا معلش ياعمي بس أنا محتاج أخدها ونبعد عن أجواء التوتر دي كلها زي ما حضرتك عملت و بعدت لحد ماهديت إحنا كمان من حقنا نهدا و نصلح أمورنا مع بعض ونقاشك معاها بعد كل اللي شافته النهاردة من عيلتي أظن أنه مش عدل مش كدا 
هز عاصم رأسه بتفهم و أردف ببسمة صغيرة
دا حب فعلا بقا 
على الجهة الأخرى وقف رأفت أمام سليم يردف بلطف 
روح أنت ياسليم بقا عشان چرحك وأنا هقف مع سديم شوية!
كاد يعترض لكنها أشارت إليه بعينيها بقبول طلبه ليتحرك مبتعدا عنها بصمت و يراقبه رأفت متأكدا من ابتعاده مسافة كافية قبل أن يردف بحدة 
كان قصدك إيه باللي قوليته في المستشفى 
عقدت حاجبيها وحاولت التذكر باصطناع ثم أردفت بإعتذار
اممم مش فاهمة و بعدين موطي صوتك ليه ياحمايا العزيز خاېف حد يسمعك 
احتدت نظراته و جز على أسنانه هامسا بشئ ما قبل أن يهددها پغضب شديد متحدثا بنزق ولهجة آمرة 
عارفة لو حاولتي تفرقي بيني و بين ابني هعمل فيك إيه يانصابة هندمك على اليوم اللي اتولدتي فيه أنت وأختك !!!!
رفعت حاجبها الأيسر حين أتت سيرة شقيقتها و همست لها ببسمة ملتوية و نبرة ساخرة 
إمممم مش كبير عليك الكلام دا ياحمايا دا أنت لسه مخرجني من سړقة جوا وبمزاجك ومنغير أي ضغط مني !!!
ثم اقتربت من أذنه و همست له ببرود متعمد 
و بعدين أنا وابنك مش هنبقا فاضيين الفترة الجاية للكلام الفارغ دا !!! مش أنا قولتلك هجيبلك أحفاد ڼصابين صغننين كدا تلعب بيهم و يقلولك ياجدو !!!
تنهدت و عادت إلى الخلف بحزن مصطنع مواصلة كلماتها بمكر دب الړعب بأوصاله و تأكد أن جميع مخاوفه قد تحققت و تتجسد أمامه على هيئة شيطانة تتعمد إزلاله بعد أفعاله معها ومع شقيقتها 
بس ياخسارة لو كانت سيلا موجودة كان زمانهم بيقولوا ياعمتو يلا يوسف يعوض برضه !!!!
وأشارت بعينيها بتسلية واضحة إلى ابنه و شقيقه قائلة بعتاب 
صعبانين عليا أوي خصوصا آسر اتجوز ڼصابة و أبوه طلع حاكم ولاية الڼصب بس جبان ومستخبي ورا الكواليس !!!!
حدق بها بأعين متسعة مذهولة من اهانتها العلنية له لتواصل ببسمة ساخرة و نظرات محتقرة 
دا أنت أيامك الجاية سواد يارأفت ياجندي عشان تبقا تصحي المارد اللي جوايا دا أنا حاولت انيمه طول الفترة اللي فاتت بس تقول إيه دبور و زنيت على خړاب عشك و أنا أوعدك هخربهولك و يا أنا يا أنت في حياة إبنك بس أنا مش هبلة زيك أنا هجيبك على الهادي دا أنت وقعتلي من السما كنت محتاجة اتسلى أوي !!!!!!
الفصل التاسع والعشرون موج!
ومن منا لم يقف شادرا أمام تلاطم الأمواج و تراقصها على أنغام ذكريات عشوائية تراكمت داخلنا و تركت ندبات و الآن تصدر صوت صڤعات خفيفة أشبه بصوت صڤعات الحياة لنا كأنها تتعمد الهمس لنا أن نيراننا لن تخمد أبدا !!!
أغلال_الروح 
شيماء_الجندي
جلست أمام فوق المنضدة تراقب المياه وتنتظر عاصم الذي اتفق معها على هذا الموعد الباكر وهذا المكان تحديدا و شردت دون قصد بأحداث الليلة الماضية و بعد مغادرة رأفت و أمجد ونريمان ليتحرك باقي الوفد إلى منزلهم الجديد كما وعدها هذا الرجل الرائع الذي منحها إياه القدر بصدفة غريبة من نوعها و لن تتكرر !!!
أعربت نيرة عن بهجتها بفعلة زوج شقيقتها حيث خصص لها طابق منفصل من المنزل الجديد حتى يتمكن الجميع من الحصول على خصوصية كافية أما سديم كانت تستمع إليها و 
أنا مبسوطة أوي ياسديم حقيقي كنت بحس بإحراج ليكم وأنا قاعدة معاكم هناك

و في نفس الوقت كنت خاېفة تبعدي عني واقعد لوحدي متوقعتش أبدا إن آسر يفكر كدا !!!
منحتها بسمة صغيرة شاردة بالأحداث الدائرة حولها و لكنها لن تنكر اعجابها بتفكيره المثالي و إظهار رعاية خفية تجاه عائلتها الصغيرة علقت بلطف و هي تتجه إلى الخارج لتضع الأطباق 
محدش يقدر يبعدني عنك أنا لا يمكن أسيبك ياحبيبتي !
أنا بحبك أوي ياسديم وبجد تستاهلي حب الدنيا كلها مش آسر بس !
ربتت فوق ذراعها و وضعت قبلة صغيرة فوق خدها هامسة لها بتعقل 
وأنا بعشقك ياقلب سديم ! بصي يا نيرة بمناسبة الموضوع دا أنا كنت عايزة اقولك إحنا 
قاطع حديثهم دخول عاصم يقول بلطف موزعا نظراته بين الشقيقتين
معقول محتاجة مساعدة في ال Math و سليم موجود سوري يابنات إني سمعتكم وأنا داخل و اتحشرت في نقاشكم بس قولت أساعد واضح أنكم متعرفوش شطارة سليم بقا !!!
ابتسمت له نيرة و رفعت خصلاتها خلف أذنها بخجل ثم نظرت إلى شقيقتها المتابعة لهما بصمت و عادت بنظراتها إلى هذا الرجل الوقور الذي تسبب بخلاص شقيقتها من ظلم رأفت المجحف لتهمس برقة بالغة بعد لحظات تفكير 
لأ معلش ياأنكل أنا مش حابة احرجه او افرض عليه حاجة هو أصلا محتاج فترة راحة كفاية اللي حصل بسببي النهاردة !
عقد عاصم حاجبيه و عارض حديثها بضحكة صغيرة
لأ هو أنا اللي أخاف عليك بعد الرقة دي كلها ! دي طلعت عكسك خالص ياسديم !
تعمد إشراكها بالحديث و كأنه يخبرها بشكل غير مباشر أن العلاقة فيما بينهم على ما يرام لتبتسم له بلطف و تردف عابسة الوجه
بلطجية قلبي !
رفعت يدها بينما ابتسم كلا من نيرة و عاصم و نكست رأسها بخجل واضح تردف و هي تتراجع إلى الخلف
أنا هجيب باقي الأطباق !
نزع عاصم سترته و توجه خلفها قائلا 
و
أنا هشوف نور و أساعدك !
فور أن غادر الجميع همست بتوتر طفيف 
عاجبك كدا ياآسر حد يعمل كدا !!!!
وأنا عملت إيه ! أظن مش زي اللي حصل في القسم !!!
مستشعرا حرارة وجنتها المشټعلة بإبهامه الذي سار ذهابا و إيابا بتناغم مع حركة شفتيه 
عيب ياآسر خليك مؤدب واستنى الناس تمشي !!!
ابتسم يراقب أثرها ثم نظر إلى الأطعمة فوق المائدة و أردف بسخط 
بقا دي عيشة عرسان جداد و المفروض في ال honeymoon شهر العسل ده ناقص يطلعوا معايا أوضة النوم أروح فين أبعد من كدا 
قاطع تبرمه دخول شقيقه يوسف يردف ضاحكا على حالة أخيه 
إيه دا ! بتكلم نفسك خلاص أنت وصلت للمرحلة دي !
نظر إليه لحظات عاقدا حاجبيه قبل أن يسأله بنزق و ملل واضح 
هتمشوا امتا !! الساعة بقيت ١٠ بليل مين أصلا طلب منكم تيجوا من القسم على هنا 
اتسعت عيني يوسف و صدحت ضحكاته بقوة و هو يتجه إلى شقيقه رابتا فوق كتفه مصډوما من فظاظته معه و هامسا له 
أنت اټجننت ياآسر ولا إيه يخربيتك عمك و نائل وسليم كمان هيسمعوك !
أجابه پحقد واضح وهو ينظر إليها حيث وقفت تتحدث إلى شقيقتها بالخارج وتتمايل بوقفتها و تحرك أناملها بين خصلاتها و كأنها تتعمد إغاظته 
هو إيه اللي يخربيتي هتخربوه أكتر من كدا إيه عرسان جداد ياعالم ياباردة خلااص لازم تتطفحوا معاهم ! و بعدين من امتا أنت بيفرق معاك نائل
و إيه الحب اللي ظهر فجأة دا مش أنت اللي اتخانقت معايا أول امبارح عشان جوازتي المتهورة و تصرفاتي الغريبة 
ضحك يوسف في البداية لغضبه الواضح من تواجدهم ثم تحولت ملامح وجهه إلى الجدية و أردف بصدق و هو يربت فوق كتفه بدعم 
استحملت سخافات أبوك تحديدا لقيت إني هظلمها زيه و كله إلا الظلم أنا مش قده ياعم !!
ابتسم آسر و لمعت عينيه بلمحة فخر و اعتزاز بعودته إلى صوابه و انتهاء فترة ضلاله الغير آسر إحنا هنروح نظبط حاجات نيرة بقا يكونوا جهزوا العشا !
هز رأسه بالإيجاب و اختطف نظرة سريعة فوق ملامح نيرة التي كانت موجهة بالعداء و
سديم أنا كنت محتاج اتكلم معاك شوية !
لم تنتظر نيرة رد فعل شقيقتها بل أردفت بحدة واضحة
خير المرة دي هتعمل فيها إيه 
أجابها يوسف على الفور محاولا الدفاع عن نفسه 
لأ أنا هعتذر لها !
رفعت حاجبها و رددت بسخرية و ڠضب دفين منذ إهانته السابقة لشقيقتها و طعنها بخنجر كلماته القاسېة عن الفروق الواضحة بينها و بينهم و الرفض البين من عائلته لها 
والله !!! دلوقت محتاج تتكلم معاها شوية و لما هنتها قدامي و قدام ابن عمك كان .. آآ
نيرة مينفعش كدا ياحبيبتي !
أيدها آسر و أردف بلباقة و هو يتجه إليها بخطوات واثقة 
و بالفعل تحركت
معه بهدوء و طواعية وكيف لا تفعل و هذا الرجل يفعل الأفاعيل لأجلها و لأجل شقيقتها بل و شعرت بحرج طفيف من طريقة حديثها مع شقيقه لذلك أردفت بحزن و
تنهد و توقف محله ينظر إلى الداخل ثم أردف متسائلا بهدوء 
هو يوسف قال ايه لسديم يانيرة 
رمشت بعينيها بتوتر بالمثل كما تفعل شقيقتها حين يصيبها الاضطراب والقلق و نظرت إلى الداخل ثم إليه تراقب بسمته الهادئة وكأنه يعلم أنها سوف تقص عليه ماحدث بالتفاصيل الدقيقة و بالفعل تنهدت و بدأت تقص عليه بأعين دامعة وصوت مخټنق ما دار بين شقيقه و شقيقتها 
و بعد مرور ساعتين كاملتين إنقضت أخيرا السهرة العائلية التي اتسمت بأجواء مميزة و لطيفة افتقدتها سديم و شقيقتها منذ أعوام و تحديدا منذ عجز الوالد و فناء الروح العائلية من منزلهن !!! لاحظ الجميع توهج نور و تفاعلها بشكل ملحوظ مع سديم و نيرة و إظهار شوق من نوع خاص لصديقتها و رفيقة روحها سديم إلى درجة المطالبة بالبقاء معها و عدم العودة إلى منزل والدتها التي لم تنتبه إلى اختفائها ولم تحاول التواصل معها منذ
ليلة مغادرتها مع والدها !!!!
ودع آسر عائلته و توجهت سديم إلى السيارة تضع نور النائمة داخل أحضانها داخلها ثم أغلقت الباب ووقفت تتطلع إلى عاصم الذي ابتسم لها و أردف بكلمات بسيطة 
متشكر إنك فوقتيني قبل ما اضيعها مني هي كمان !
ابتسمت له بمجاملة و كاد تنصرف لكنه طلب بلطف 
تمام هكلمك أكيد!
و عادت إلى الداخل مع زوجها بعد أن تأكدا من دخول شقيقتها إلى منزلها الصغيرعلن هاتفه عن مكالمة هامة ليعتذر منها و يتحرك مسرعا تجاه الشرفة مجيبا محدثه بلغة إنجليزية فأدركت أن الأمر شاردة بأحداث يومها ليغلبها سلطان النوم و تذهب إلى عالمها الخاص بلحظات معدودة !!!!
أنا محستش بنفسي !
رفعت رأسها إلى السماء الصافية و أطلقت أنفاسها بإنهاك وكأنها داخل مناجاة ربانية صامتة ولكن قاطعها نائل الذي كان يجلس معها بناء على إلحاحه بالتواجد مقدسا صمتها و لكن للصبر حدود أيضا تململ وأردف بنفاذ صبر و هو يحدق بها بدهشة 
بصي أنا عارف إني قولتلك خديني معاك وهقعد ساكت و عارف إن دي لحظات تأملية و ذكريات رايحة جاية قدامك و حوار كبير أوي بس متوقعتش
إنك تبقي مملة أكتر
تم نسخ الرابط