أغلال الروح بقلم شيماء الجندي
المحتويات
بيك قولتي مش مشكلة اتسلى و ابقى قريبة من سليم عشان رفضني ومقتنعش بيا و اتجوز الأهبل لحد ما اثبتله إني ملاك و براڤوا عليك نجحتي و ابن عمي اټخانق فيا عشانك قال إيه بظلمك !!!
كبحت دموعها قهرها من حديثه بمعجزة وعجزت عن رد طعنته له بحقيقة والده وإن كان رجل آخر لهشمت روحه الآن بعد ظنونه القاسېة و تعمده إلقاء وابل من الكلمات المؤلمة لها صمتت تراقبه بنظراتها الراكدة وهو يواصل بسخرية موضحا أدلته بعد أن ضغط بيديه غارسا أصابعه پعنف بخصرها و داخل خصلاتها غاضبا من جفائها و تأكيدها ظنه بصمتها الساخر منه
مش مستنية تطلقي رايحة تسهري معاه في نفس بوم خروجك بعد مااتخانق معايا عشانك !!!!
أنهى كلماته منتظرا تكذيبها لما تخيله رغم شعوره بندم طفيف حين رمقته بنظراتها الراكدة ثم ظهرت بسمتها الساخرة تدريجيا و همست بسخرية عاقدة حاجبيها بدهشة مصطنعة
أنت أغبى راجل قابلته في حياتي و قريب أوي هعرفك قيمة كل حرف في حقي أنت أو عيلتك !
و باغتته بدفع حذائها المدبب پغضب تجاه عظمة ساقه ليعقد حاجبيه و ترتخي يديه لوهلة من فعلتها فاستغلت ماحدث و ابتعدت عن قائلة بنفور و سخرية
صړخ بها پغضب شديد حين تأكد أنها صاحبة الرسائل ذات الهوية المجهولة و أردف بحدة و قد امتدت
لم تتحدث بل اكتفت بتجاهله و جن جنونه اكوازداد ذهولها حين عاد إليها بمنامة حريرية ذات حمالات رفيعة ملقيا إياها بجانبها فوق الفراش قائلا بلهجة آمرة
اقلعي !!!
حدقت بملامحه الغاضبة الجادة بأعين متسعة بعد كلمته و فرغت فاهها تهز رأسها سلبا بالرفض و تعود إلى الخلف بتمرد و
حاولت دفعه عنها و خدش ماظهر من صدره بأظافرها لكنه كان أسرع منها وكبل يديها معا رافعا إياهم فوق رأسها و عادت يده الأخرى تبحث عن مبتغاها لكنه توقف حين سكن جسدها أسفله و كفت عن مقاومته مستعيدة ذكرى ليلتهم الخاصة و قد تملك منها التخبط و تبخر توعدها له منذ لحظات تحرك عينيها على خصلاته المشعثة و ذقنه الغير مشذب لأول مرة و حين حل عقدة حاجبيه و استقر برماديتيه المنهكة داخل عينيها ازدردت رمقها بتوتر طفيف من استسلامها الوشيك له و قد حدث بالفعل
على الجانب الآخر وقفت نيرة تنظر پغضب جم إلى سليم الذي وقف بجسده حائلا بينها و بين باب الشقة مانعا إياها من الذهاب إلى شقيقتها و صاحت به بحدة يعد أن عجز نائل عن إقناعها بترك مساحة تفاهم بينهم
أنا عايزة انزل لسديم حالا !!!!!
زفر سليم بنفاذ صبر من عنادها و أردف بنبرة ساخرة
مينفعش تنزلي لسديم حالا !!! دي مع جوزها هي طالعة رحلة !!!
كتم نائل ضحكاته و أردف مؤكدا على حديثه بالظبط يانيرة مش كدا ياحبيبتي دا برضه جوزها وحقهم يتفاهموا بهدوء !!!
عقدت حاجبيها و أردفت بدهشة واستنكار وأنا لما اقعد معاهم هوقف التفاهم دا !!! مايتفاهموا قصادي و ابقا مطمنة
عليها !!!
رفع نائل حاجبه و أردف بتهكم و بسمة تفاخر صغيرة مش عارف اجيبهالك إزاي بس هتوقفي التفاهم آه و عن تجربة أنا ياما وقفت تفاهم فهد و أسيف !!!
ابتسم سليم من كلماته وعقد حاجبيه حين أردفت برجاء و قلق صادق l promise أنا أوعدك إني مش هتدخل خالص بس بليز خلوني أنزل اطمن عليها !!!
وبالفعل تحركت و كادت تتجه إلى الباب ظنا منها أن وظيفة إقناعهم انتهت ليردف نائل مسرعا برفض
بروميس أي ونيلة إيه !!! يااابنتييي استهدي بالله هي لو عندها مشكلة كانت طلعت و أشك إن سديم يحصلها مشكلة دا ربنا يستر على
الواد منهااا !!!
اجتمعت الدموع داخل عينيها و اقتربت منه تردف برجاء و لطف بليز يانائل أنا قلقانه عليها و هو لما بيقعد معاها لوحدهم بيضايقها !!!
عقد حاجبيه و اقترب منها هامسا بتساؤل وصدمة ليه هي اشتكتلك !!!
اتسعت عينيها و سألته باستنكار واضح إيييييه !!! هو أنت مش ملاحظ !!!
هز رأسه بالسلب وصړخ بها بذهول ليه هي باين عليهاااا أصل أنا لسه عارفهم من قريب!!!
هزت رأسها بالإيجاب و صاحت به غافلة عن مقصده الحقيقي ايوااا طبعا !!!!!
ضړب بكف يده فوق جبهته بخفة و هو يردد پصدمة يانهار أسود ياعيلة المفاضيح انتوااا !!!!
اڼفجر سليم ضاحكا بقوة على حديثهم وقد أيقن أنه يتحدث باتجاه و هي تتحدث بعفوية تامة عن حزن شقيقتها لتظن أنه يسخر منها و من تعاطفها فاندفعت فجأة بحديثها و صاحت به معنفة إياه
على فكرة أنا بكرهك أنت اوحش من آسر !!!!
و استدارت تعود إلى الأريكة و تجلس فوقها بحزن شديد تاركة دموعها تهبط فوق وجهها تاركة إياه في حالة من الذهول و التوتر بينما أردف نائل بعدم تصديق إيه البت النوتي دي واحدة تقفل شوارع وبلطجية و التانية أخرها في الزعيق أنا بكرهك !!!!
تنهد سليم و أردف بتوتر وهو يتجه إليها مش لدرجة العياط يعني !!!
راقب نائل بدهشة توجهه إليها يجلس بجانبها فوق الأريكة محاولا الاعتذار لها و قد أردك أن سليم أيضا داخل دائرة محكمة الإغلاق من العشق المذبذب !!!
و بالعودة إلى الزوجين المشتتين قد تصاب بالذهول حيث اعتدل آسر و شرع بارتداء ملابسه شاردا و عينيه مستقرة فوقها بينما هي تنظر إلى بصمت دام دقائق معدودة قبل أن تعتدل هي الأخرى و تجذب الغطاء فوقها جيدا تستند إلى الوسائد خلفها محدقه بظهره بعد أن انتهى من ارتداء بنطاله هامسا لها بسخرية لاذعة
متنسيش تاخدي حباية منع الحمل !
تجاهلت كلماته و تركت رأسها فوق الوسادة بصمت إلى أن أمسك فستانها الملقى أرضا و توجه إلى الخارج لتقف و ترتدي منامتها باحثة عنه بعينيها إلى أن ظهر بعد لحظات يدلف إلى المرحاض و هي خلفه لتشهق حين وجدته يشعل النيران بالفستان مفسدا إياه عن عمد و مراقبا تفاقم ألسنة النيران أمام عينيهما و هو يواصل همسه المټألم مشيرا إلى اللهيب المتصاعد
دا اللي بيحصل في روحي كل ما بتقربي من راجل غيري !!!!
ثم تحرك يفتح الصنبور مخمدا النيران و غادر تاركا إياها تحدق بأثره بعد أن أردف بتحذير
حتى لو مش عيزاني هفضل حاجز بينك و بين أي راجل في الدنيا ياسديم !!!!
عادت عينيها المرهقة تحدق بقطعة القماش المحترقة وبالرماد المتناثر حولها ثم تنهدت وكادت تعود إلى الفراش لكنها توقفت تنظر إلى الآثار المتعمدة التي خلفها على بشرتها
بأماكن متفرقة حتى يتمكن من اجبارها على ارتداء ملابس ساترة لترتفع زاوية فمها بعبث واضح وتهمس بوعيد
ماشي وماله ياآسر هلبسلك اللي نفسك فيه بس والله لأندمك على الليلة دي !!!!
وكل ما أدركته منذ أن قرعت طبول ولهي بك أن روحي تتوهج بأنوار عشقك و تتوهج بنيران هجرك و تنطفئ حين تنسكب فوقها كلماتك القاسېة في لحظة ڠضب عابرة وداخل أحضانك نصبح أنا وروحي غرباء تتمنى هي البقاء و كبريائي يدفعني إلى الرحيل و كأن روحي المتيمة داخل حلقة من التناقضات ولن تغادرها إلا بأمر روحك
جلس رائف أمام صديقه الصامت الذي طلب منه الحضور وقص عليه ماحدث بالفترة السابقة و ما أثار دهشة آسر هو تغير منظور صديقه و تبدل أحكامه الدائمة تجاه زوجته بأخرى رافضة تصرفه معها و محتدا في حديثه عليه يقول
دا مش أسلوب ياآسر طالما قولت هتتمسك بيها من الأول كان المفروض تكمل مش تتخلى عنها وبعدين متعبتش نفسك وسألتها بتاخد الحبوب ليه و بتعمل كدا ليه مع سليم بدل ما أنت نازل بدبشك عليها
رفع آسر حاجبه بذهول و ردد پغضب من تناقضه والله دلوقت بقيت غلبانة لو الذاكرة مش پتخوني فكلامك عنها كان عكس كدا تماما !!!!
تنهد رائف و أردف بخشونة و هو يعتدل بجلسته مستندا إلى المنضدة الفاصلة بينهما الكلام دا كان قبل ماحضرتك تتكلم دلوقت و أبدأ اجمع خيوط القصة و أشوف ردود أفعالها الغريبة خصوصا إنها بعدت عنك أهي يعني مش طمعانه فيك !!!
كاد بتحدث لكنه قاطعه مردفا بسخرية بلاش غباء على رأيها سليم إيه اللي هي بتحبه وهي واحدة زي دي محتجاك كوبري عشان توصل لسليم دي من أول يوم وهي علاقتها بيه تمام أوي و كان سهل توقعه !!! سليم آه قريب منها بس كصديق هو عارف سرها مش أكتر!!!
عقد آسر حاجبيه و سأله باهتمام بعد أن أثار انتباهه حديثه العقلاني يعني هي خاېفة تتكلم معايا و بتشارك سليم أسرارها
صمت رائف لحظات قبل أن يردف بتردد مفسرا ما يدور حولهم أو أسرارك أنت !!!
رفع الآخر حاجبه مزدردا رمقه ليحقق صديقه مخاوفه ويواصل حديثه قائلا آسف ياصاحبي بس كل دا ملهوش غير تفسير واحد سليم و سديم يعرفوا حاجة غريبة عن عمو رأفت و الحاجة دي هي اللي خلقت الكره والعداوة من ناحيته لسديم وبقا عايز يخلص منها !!!
كاد يرد على حديثه لكن ارتفع صوت هاتفه معلنا عن مكالمة من زوجة عمه نريمان التي لا تتحدث بهذا الوقت المتأخر من الليل إلا في حالة وجود کاړثة و بالفعل حين أجاب أبلغته أن الجدودة بحالة سيئة داخل المشفى و تطالب بتواجده في الحال !!!!
فر إلى مقر المشفى الذي لم يبعد عن المقهي بمسافة كبيرة و حين وصل إلى الغرفة ودلف خرج الجميع بأمر الجدة التي ظلت تحدق به وتتأوه للحظات ثم أشارت إليه بالاقتراب و وضعت يدها المسنة فوق يده تهمس له برجاء ساا ..م..حني ياا بني !
مال بأذنه فوق يحاول الاستماع إلى همسها أو التأكد من طلبها الغريب فكررت الرجاء و أكملت بصوت متحشرج ساا .. محڼي عشان سي ..بتك ليها تد..م .. ر طفولت.. ك و شباب.. ك !
سامحني عشان سيبتك ليها تدمر طفولتك و شبابك !
أغمض عينيه متمنيا أن تخطئ ظنونه فلم يتمكن أحد من فعل ما تتحدث عنه سوى واحدة فقط
و لكن الجدة لا ذنب لها فهي لم تتركه لحظة واحدة منذ ۏفاة والدته !!!!
كاد يبتسم لها و يربت على يدها نازعا شعور الذنب منها لكنها واصلت بما أوقف جميع حواسه عن العمل حيث همست له قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة
هه .. س .. يلا.. كا.. نت أخ .. تك من أب .. وك يا آس .. ر .. من عش.. يقته روزال .. يا .. !!!!
خمحم
وغادرت أرض الظلم و الظلام إلى دار الحق تاركة نيران الماضي تشتعل بين أفراد العائلة التي ظنت أنها أحسنت صنعها و أفاقتها من وهمها محتالة تحمل من المبادئ مالم تزرعه هي داخل سليلها !!!!
الفصل الخامس والثلاثون طلاق
من المتعارف عليه أن عواقب الزلازل الأرضية وخيمة حيث تتسبب في هبوط
مستوى الأرض أو تساقط الصخور من قمم الجبال و قد تتسبب في ټدمير المنشآت والبنى التحتية مثل المباني والطرق ناهيك عن اندلاع الحرائق في بعض المناطق هكذا يحدث لأرواحنا بعد كل حد ألم نعاصره يزلزلنا و يهبط بمستوى توقعاتنا بالبشر فتتساقط صخور ثقتنا من قمم جبال المحبة و تتدمر البنية التحتية للعلاقات بعد اندلاع حريق هائل بين ثنايا قلوبنا يترك فقط الحطام و نمضي ببقايا أرواحنا المحترقة بل المؤلم أن عواقب الزلازل الأرضية يمكن تفاديها و إصلاحها مع الوقت أما زلازل أرواحنا تترك ندبات و تشوهات تتشكل على هيئة كلمة واحدة داخلنا تدعى الماضي الذي يلاحقنا و يلازمنا فقط بهدف تجديد الألم كلما حاولنا أن نصبح على مايرام !!!!
وقفت سديم تراقبه بعد أن أغلق باب منزلها وبدأ يتقدم منها بخطوات هادئة يحدق بها بأعين مشټعلة وملامح جامدة لتمسح عينيها المشتاقة جسده وتبلل بتوتر من عجزها عن مداراة ركض روحها تجاهه رغم اختفائه شهر كامل منذ ليلة ۏفاة الجدة المسنة !!!
شهقت بفزع حين أفاقها من شرودها ي
نظر حوله ثم أردف متجاهلا سؤالها وهو يبحث بعينيه داخل المنزل الخاص بها نيرة في مدرستها
اكتفت بهز رأسها بالإيجاب مزدردة رمقها پخوف داخلي من طريقته الغريبة خاصة بعد ماحدث وبدأ عقلها ېصرخ بها أن سؤالها لا محل له من الاعراب كيف يصبح بخير بعد فقده الجدة الحبيبة أم أن الجدة قصت عليه أمر ما حين استدعته قبل ۏفاتها لكن سليم أخبرها أنه حين خرج من الغرفة أعلن ۏفاتها و اختفى فإن علم بتلك الکاړثة لهدم المشفى فوق رؤوس الجميع ورغم أنها كانت تخالفه الرأي خاصة أنها تعلم معنى الصدمات جيدا لكنها طمأنت حالها أنه يجهل الحقائق !!!!
وسليم
صمتت تحاول تفسير سؤاله ليوضح لها غرضه وهو يتحرك إلى الغرفة جاذبا إياها من يدها ساخرا ماهو شبه عايش معاكم !!!
توقفت عن السير معه بعد كلماته الساخرة و حاولت جذب يدها منه غاضبة من طريقته المريبة معها لكنه تمسك بها رافضا تركها لتسأله بدهشة واستنكار
هو دا اللي أنت عايز تقوله بعد شهر مختفي فيه !!!
لأ عايز أقول حاجة تاني هتسمعيني
رمشت بعينيها بتوتر و ڠضب من تخبطها و ضعفها أمام همسة واحدة منه كيف يصل بها الحال إلى تلك الدرجة أين ذهبت سراشتها و كيف يتلاشى تمردها كلما اقترب منها هذا الرجل !
هتسمعيني ياسديم !
وقفت خارج
متابعة القراءة