أغلال الروح بقلم شيماء الجندي
المحتويات
مدرستها تتحدث إلى زميلاتها إلى حين وصول السائق الذي تأخر اليوم على غير عادة و بينما
هي تعبث بهاتفها بهدف التحدث إلى شقيقتها أردفت فتاة منهن بنبرة حماسية
واو دا البوي فريند بتاع مين بقاا !
واجابتها الأخرى بإعجاب صريح و كأنها تحاول أن تتذكر أين رأت هذا الرجل
شكله كبير عننا شوية نيرة أنا حاسة إني شوفته قبل كدا بصي كدا
بتتكلموا عن دااا !!!!
اتسعت عيني الفتاة حين نظر إليهن و بدأ يتجه نحوهن ببسمة صغيرة زادت من وسامته و ضاعفت إعجابهن به و همست بتشجيع ظنا منها أنه تقدم حين أشارت نيرة نحوه
مساء النور يانيرة احنا بخير و أنت يومك كان عامل إزاي
خرجت كلماتها التلقائية بغيظ بالغ و هي تنظر تجاه الفتيات حين مر بجانبهن أثناء رحيله
مفيش مكان غير دا يعني عشان تقف فيه !!! و بعدين نزلت ليه أصلا كلمني و أنا اجيلك زي كل مرة مش لازم تعمل show عرض قدامهم يعني وبعدين جاي ليه أصلا !
إيه قلة الذوق دي !!! هو أنا هستأذنك قبل ماأركن عربيتي وشو إيه اللي أعمله قدام شوية العيال دول !!!
اتسعت عينيها و أزاحت حقيبتها المدرسية فوق الأريكة ثم مالت بجذعها العلوي إلى الأمام تشير إلى نفسها صاړخة به پصدمة جلية و ڠضب
كاد يفرغ شحنة غضبه بها لكن صاح نائل بدهشة حين وجدها غير منصفة وتحاول الإيقاع ب سليم بطريقة غير معتادة منها
هو حد جيه جنبك بيقول عليهم هما !
لم يدرك نائل أنه يؤكد على ما أغضبها بعفويته لتصرخ به بعد أن استعادت كلمات الفتيات مرة أخرى بعقلها
مانا ابقا عيلة زيهم مش أنا في نفس سنهم !!!! أنت عايز تدافع عنه وخلاص يانااائل !!!
باااس أنا لا بدافع و لا بتنيل و لا بحب خناقات العربيات دي أصلا وقف أهي عربيتي ياعم سليم خليني أشوف فهد وصل لإيه !!!
و بالفعل فور أن توقف هبط من السيارة و هبطت هي أيضا تتجه إلى المقعد الأمامي و تجلس به تنظر إليه پغضب بينما هو يحدق بالطريق بصمت متجاهلا إياها بعد طريقتها الفظة بالتعامل معه والتي نبهها إليها عدة مرات شعرت بالحرج بعد أن أعادت
ازدردت رمقها بتوتر طفيف ثم زفرت أنفاسها بضيق بعد أن طال صمتهم لتردف محاولة إعادة مجال الحديث والثرثرة بينهما
على فكرة أنا بقيت شاطرة في ال Math جدا !!
لم تحصل على رد منه بل اكتفى بنظرة جانبية بعدها نظر أمامه يواصل سيره دون أن يعيرها اهتمام بل ووضع سماعة الأذن يجري عدة اتصالات هاتفية تخص عمله تاركا إياها تجلس صامتة إلى أن وصل إلى منزلها و هبط من السيارة يتجه إلى داخل البناية فسألته بدهشة
إيه دا أنت جاي معايا !
تجاهلها وكاد يواصل سيره لتردف بتذمر بعد أن تشبثت بذراعه داخل المدخل الخاص بالبناية تهمس له بأسف
سوري مقصدش اعمل كدا بس هما اللي ضايقوني !!!!
عقد حاجبيه من كلماتها و سألها باهتمام بعد أن توقف و اعتدل بجسده مواجها إياها
مين دول صحابك ضايقوك إزاي !!
احتاجتها سعادة داخلية لظهور هذا الاهتمام الصادق على ملامحه خشية تورطها مع زميلاتها في حين أنه يشتعل من تصرفها الفظ معه !
اندهش حين توترت ملامحها و عضت على شفتها السفلية تنظر إليه بخجل و قد وضعت حالها بمأزق
هما مضايقونيش لااا .. آآ همااا بصراحة يعني .. آآ ... اتكلموا عليك هه !
أشار إلى نفسه بعد أن استند إلى الحائط خلفه منتظرا سماع أسبابها عاقدا حاجبيه يسألها باستنكار
علياا أنا !!! ليه وأنا أعرفهم منين
ازدردت رمقها من صعوبة الموقف و زفرت بضيق حين شعرت أنها عاجزة عن تفسير ما حدث و هي إلى الآن تجهل سر ڠضبها الشديد من إعجابهم به لتردف بعد تفكير
أصلهم كانوا فاكرينك بوي فريند حد من المدرسة
و جاي تاخدها !
و واصلت بعد أن ظهر الضيق بنبرتها دون شعورها و عمالين بقاا تعرفيه متعرفيهوش .. شكله مش غريب علينااا .. ولما لقوك جاي عليا قليلة الذوق بتقولي اسكتي وأنا هكلمه على أساس إيه يعني تقول كدااا
امممم و دا يضايقك أوي كدا
ريلييي ! لأ هو السؤال الصح دا يبسطك أوي كداااا !!!
هز كتفيه بلا مبالاة و همس بعبث غامزا لها
أنت شايفة إيه المفروض أضايق !!
زمت پغضب و تحركت مبتعدة عنه بعد أن خرجت عن طور هدوئها تصعد السلم بسرعة صائحة به بحدة
أنا شايفة إن دي كلها بواخة منكم و كلكم أسخف من بعض و متجيش تاخدي تاني من المدرسة و لو عايز تزعل إتفلق قال دا يضايقك قااال سخيف زيهمممم !!!!
أنا قولت إيه غلط دلوقت
بسألك إيه اللي مزعلك اوي كدا لو فيه سبب مزعلك قولي هسمعك !
هطلع أشوف سديم تكوني ارتاحتي و بعدها نذاكر سوا ولا مش هتقدري
لم تشعر بحالها إلا وهي توافق على حديثه رغم إرهاقها طوال اليوم لكنها عجزت عن مقاومة رغبتها الداخلية بالتواجد معه بشكل مستمر لتهمس له بخجل بعد أن احترق وجهها بنيران تخبطها
لا هقدر !!!
هنفضل كدا لامتى
عقدت حاجبيها و أجابته بسؤال موازي له كدا إزاي
خرجت كلماته الصريحة بجدية تامة و هو يستقم محتدا عليها بنفاذ صبر أدهشها
يوووه هنفضل بقاا يترد على السؤال بسؤال و مش هنخلص !!!!
تركها و غادر الفراش يرتدي ملابسه لتفعل المثل و تتجه إليه بأعين متسعة مذهولة من أفعاله البربرية و طريقته مفتقدة أبسط معالم الرقي معها كأنها إحدى جواريه وليست زوجته
فيه إيه ياآسر أنا من بدري بقول متضايق و أعصابه تعبانه بس أنا مش هعرف استحمل الطريقة دي أكتر من كدا !!!!
رفع حاجبه و تحرك تجاهها قائلا پغضب ضاري و سخرية من رفضها معاملته وصړخ بها بتشبيه قاسې كعادته معها منذ اتهامه لها بمرافقة ابن العم
مالها بقاا الطريقة افتكر إنك مبسوطة من الوضع دا !!! أنت اللي زعلانة !!!! مش كفاية إني باجي لمراااتي في شقتها في الخفا زي بيوت !!!!!
شهقت من كلمته و اتسعت عينيها بعدم تصديق بعد أن اقتربت منه تنظر داخل عينيه و تسأله پألم دا اللي أنت شايفه أنا مبسوطة وضعنا في نظرك زي بيت !!!! أنت كنت قاصد توجعني النهاردة و أنت ..آ !!!!!
خجلت من إكمال كلماتها ليواصل ببسمة ساخرة مؤكدا ظنونها و أنا نايم معاك !! أنا برضوا قولت إنك لماحة و هتفهمي دا كويس !!!
رغم يقينه أنه أخطأ بكلماته إلا أنه واصل بقسۏة وألم من فرط نزاعه الداخلي تجاهها و تجاه عائلته و تجاه تشتته بتلك الفترة و تجاه نظراتها اللعېنة اللوامة التي لم تكف عن عتابه منذ أن عاد إليها تحرك بشعوائية بالغرفة إلى أن وصل إلى المنضدة الزجاجية و أطاح بها پعنف لټرتطم بالحائط وتهبط أرضا متناثرة حولهما و هدر معنفا إياها بعد أن عاد إليها ينظر داخل عينيها بتحدي سافر
أنا تعبت ومبقتش طايق الوضع دا ومبقتش قادر على الكدب و الملاوعة دي كلهااا
ارتكزت نظراته القاسېة داخل عينيها الدامغة پقهر و واصل بشراسة و قد اتسمت نبرته بالټهديد
قدامك آخر فرصة ياسديم ياتصارحيني دلوقت بكل اللي مخبياه عني سواء يخص عيلتي أو يخصك و تلمي حاجتك و ترجعي بيتنا معايا دلوقت غير كدا ... آ
همست بصوت متحشرج مطالبة إياه بإكمال عرضه إلى النهاية المحتومة و المنتظرة منذ أن تعرفت عليه غير كدا !
ظن أنها تتحدى قوته بإكمال تهديده و أنها ترى منه الضعف و قلة الحيلة أمامها مما أشعل فتيل غضبه من جديد تجاهها و أردف بسخط و حدة
غير كدا تبقي طالق !!!!
كأنه قبض فوق قلبها بكلماته و تهديده القاسې فرت دموع قهرها منه فوق خديها و نكست رأسها أرضا تحاول استجماع شتات أمرها بعد أن تأكدت أن تلك المرة هو زاهد بلعبة الكر والفر المتبعة بينهما بل و يهدف إلى التخلص منها !
أمسكها من ذراعيها قابضا پعنف عليهما غارسا فيهما أصابعه بقسۏة و قد تراقصت عينيه الغاضبة فوق ملامحها الباكية مرددا بحنق و كراهية شديدة معترفا أنه يدرك الحقائق بعد امتنعت عن إجابته أو النظر إلي
هزت رأسها سلبا و تألمت لأجله رغم قسۏة معها لكنها تعلم أن كل أفعاله ما هي إلا رد فعل على ما يقاسيه داخليا بمفرده الآن همست من بين شهقاتها محاولة تهدئته و الدفاع عن حالها معه
مهونتش والله ماهونت !!!! عشان كدا مقدرش اوجعك !!!!
أنا أقولك شااايف إيه!!!! شايف واحدة أنانية اعتبرت جوزها مش راجل و هراب من مشاااكله .. و إيه تاااني .. آه عاااطفي مش زي سليم الراجل اللي قد كلامه و اللي بيحفظ الأسرار معاك !!!! شايف واحدة مسحت بكرامة جوزها الأرض
لو أنا مش راجل فأنت أخرك واحدة أنام معاها وامشي مش أكتر زي ما عملت كدا النهاردة !!!!!
تركها تحدق بأثره بصمت مطبق و قد توقفت عن البكاء و النحيب و اكتفت بمراقبته بأعين
ذابلة وهو يجمع متعلقاته و يرحل تاركا سيل جارف من إهاناته و قسوته خلفه و متجها إلى المحطة الجديدة الوالد المخادع !!!!!
الفصل السادس والثلاثون خصمي !
انتفضت نيرة حين استمعت إلى صوت إغلاق باب منزل شقيقتها بقوة بالغة و يليها ظهور آسر يغلق أزرار قميصه متجهم الوجه و كاد يتحرك لكنه توقف محله ينظر إليهم بأعين تقدح بالڠضب المستعر و كأنه على وشك الفتك بأحدهم أو بمعنى أدق هو على وشك الفتك بابن عمه سليم الذي أردف پصدمة وترقب
آسر !!!!
لا يعلم ما الذي حدث لكن كاد توازنه يختل ويسقط أرضا بعد أن تعمد آسر تسديد أولى لكماته الغاضبة إلى وجهه ثم أطاح به بعد أن سدد لكمة أخرى من ركبته إلى عضلات باطنه صارخا به بشراسة وعڼف و هو يمسكه من تلابيب قميصه مانعا جسده من السقوط
آه آسر اللي عملتوه لعبة في إيديكم !!!!
رغم صډمته من فعلته وكلماته التي أكدت معرفته بأفعال والده إلا أنه حاول الدفاع عن حاله دون التعرض له أو مجاراة تصرفه البربري الأهوج الذي دب الړعب بعيني الفتاة و انكمشت بعيدا عنهم تراقبه بفزع وخوف بين لذلك قبض بقوة على رسغيه و أردف بخشونة و استنكار مانعا إياه من مواصلة عنفه
هو دا سبب هروبك كدا و راجع شايفنا لعبنا بيك !!! و آآ ..
لم يمهله آسر فرصة إكمال حديثه حيث اندفعت قبضته من جديد تجاه فكيه متجاهلا خط الډماء الرفيع الذي بدأ يتسلل فوق ذقنه من فرط عڼف لكماته فقد أشعل فتيل غضبه بعد أن نعته بالهارب و غفل عن نبرة استنكاره ېصرخ به معنفا إياه بحدة
لما تتحط في نفس مكااااني ابقااا اتكلم وقول هربت أنا اختفيت عشان مشربش من دمكم بعد الخطط و الاتفاقات اللي كانت من ورايااا ازاااي قبلت عليا أكون مغفل كداااا ازاي رضيت تاخد مكاااني عندهاااا مين سمحلك تخبي عليا سر زي
داااا بأي حق تعمل كدااا !!!
شياطين الڠضب والكراهية التي تتراقص داخل عيني ابن عمه تجاهه دفعت سليم إلى الصړاخ به پغضب شديد محاولا السيطرة على مارد نقده له و لزوجته
نفس اللي سمحلك إنك تتدخل في حياة عمك عاااصم !!!! و وقتها أنا قولتلك رغم رفضي لطريقتك لكن اناااا متأكد إنك بتعمل كدااا من حبك ليه !!!! لا أنا ولا هي قدرناااا نكسرك بحقيقة بشعة زي ديييي معرفناااش يااأخي !!!!!
دفعه فجأة بقوة مباغتة بعيدا عنه وواصل صراخه الغاضب به وهو يوزع نظراته بينه و بين الفتاة المصډومة
أنا كنت هقولك وهي رفضت وحاولت تحل المشاكل مع أبوك قبل مايدخلها السچن تاني راحتله مخصوص و اتكلمت معاه رغم كل اللي عمله فيهاااا !!!!
صړخ به الآخر بأعين دامعة و صوت مخټنق رافضا جميع الأعذار و مستسلما إلى شعور خداعهم له
طبيعي تدافع عنها ما أنت نسخة منهااا !
و غادر مسرعا بخطوات غاضبة وسط ذهولهما لكن أشار سليم إلى المنزل و هرع خلفه يقول بلهجة آمرة
ادخلي شوفي سديم أنا لازم ألحقه !!!!
و بالفعل تذكرت أخيرا أنه كان مع شقيقتها بتلك الحالة !!!!!
أسرعت إلى الباب تفتحه وتدلف صاړخة باسم شقيقتها وقد بدأت تركض بالممر تجاه غرفتها المفتوحة على مصرعيها
سديييييم !!! سد ...آآ
تسمرت محلها و اتسعت عينيها صاړخة بړعب وقد هبطت أرضا بجانب جسد شقيقتها المسطحة مغمضة العينين شاحبة الوجة وقد تلطخت ملابسها بالډماء ليدب الړعب بقلبها و تتلفت حولها پذعر و نظرات عاجزة لتقع عينيها على عرفة الملابس و تستقيم مسرعة تجاهه
تحضر زجاجة عطر محاولة افاقتها برائحته النفاذة بعد أن كشفت على نبضها و تنفسها و أدركت أنها حالة إغماء و تلك الډماء مصدرها ذراعها حيث سقطت فوق قطعة زجاج حادة الطرف تسببت بچرح غائر ولكنها بدأت تستجيب إلى محاولة شقيقتها و فتحت عينيها التي لازالت تحمل أثر البكاء تنظر إليها لحظات قبل أن تعقد حاجبيها پألم وتعاونها نيرة برفع جسدها عن الأرض هادرة پغضب شديد
الھمجي دااا هو اللي عمل فيكييي كدااا أنا هبلغ البوليس هو فاكر مفيش قانون ولا إيه .. آآ
قطع ڠضبها شهقة صدرت من شفتي سديم حين اشتد عليها جرحها لتردف نيرة بړعب
إيه داااا دا لسه پينزف ياااسديمممم !!!!!
رغم ألمها من الچرح لكن قسۏة جرحه لها بكلماته كانت أشد ألما على قلبها لقد نجح بصفع روحها رغم رغبتها في حماية روحه والحفاظ عليها
متابعة القراءة