مکيدة زواج بقلم سلمى محمد

موقع أيام نيوز


أزاى دي مش من تخصصي... دلوقتى التشخيص ممكن يختلف نتيجة وضعها الحالي وبردو التحاليل اللي هنعملها هتكون الفيصل ... واحتمال كبير السبب في ألمها وأعيائها دلوقتي نتيجة عده أشياء... عدم استقرار نفسي وأنفعال ممكن كل ده
يخلي الألم غير محتمل مع وضعها في الفترة دي من الشهر ...دلوقتى هي هتاخد مسكن هيخفف الألم...

قامت الممرضة باعطائها حقنة مسكنة
خرجت الدكتورة والممرضة تاركه كلاهما في حالة من الصمت المطبق كل منهم تنظر للأخرى بعدم تصديق
نظرات سهى الضاحكة واجهت نظرات أمها المذهولة
سهى ضحكت بسخرية فريد ضحك علينا... وجوازي منه مكنش ليه لزمة... كتر خيره..... هههههه... طلع شهم ومرداش يكمل معايا للأخر.... ههههههه.... انا مش بضاعة مستعملة.... دخلت سهى في نوبة من الضحك الهيستيري حتى دمعت عيناها....انا لسه بلفتي زي جميلة
عزة قربت من ابنتها وقامت برقيتها...حتى هدأت
عزة الحمدلله.... أنتي مش متخيلة ياسهى انا مبسوطة أد أيه بالكلام اللي قالته الدكتورة... وايه كل الكلام اللي قولتيه ده انا مفهمتش منه ولا كلمة
سهى مسحت دموعها... ردت بهدوء اصل مامت فارس كانت بتعايرني وتقول عليا بضاعة مستهلكة وعايزه تجوزه بنت لسه... مش زي...واستغلت مرضها كوسيلة ضغط على فارس
عزة انا من يوم ماشوفتها وقولت عليها ضرس وكنت هرفض الجوازة دي بسببها... بس انتي بتحبي ابنها ومرضتش أكسر قلبك... وكنت بدعيلك ربنا يهدي حماتك... هي السبب في زعلك وكلامها اللي زي السم ليكي... روحي منك لله يافاطمة على كسرة نفس بنتي...صدقي ياسهى خسارة فيها أسمها..قال فاطمة قاااال المفروض تتسمى ام أربعة وأربعين ولا حيزبون الشريرة
سهى ضحكت بصوت لايق عليها اوي حيزبون الشريرة... الساحرة الشريرة
عدوى الضحك انتقلت إلى عزة
بعد أن خفت ضحكهم
سألت عزة هتعملي ايه دلوقتي هتقولي لفارس والحيزبون الشريرة إنك لسه بنت... لما تعرف اكيد هتلغي موضوع جواز فارس
سهى سكتت عدة ثواني انا مش هقول حاجة... هستنى أشوف فارس هيعمل إيه هيوافق على الجواز ومش ههون عليه ولا ههون عليه وهيروح يتجوز عشان أمه قالت كده
عزة وأفرضي وافق على كلام أمه وراح اتجوز
سهى بتصميم يبقى مليزمنيش ابن امه
عزة بزعل بس انتي بتحبيه ياسهى... هي سبب في إصرارها إن ابنها يتجوز واحدة تانية عشان انتي مش بنت... بس السبب ده خلاص... روحي قوليلها وهي اكيد هترجع عن اللي في دماغها
سهى برفض مش هقول حاجة ياماما
عزة متخليش دماغك ناشفة... هو خاېف على أمه ولا ابن أمه
ولانيلة زي مابتقولى...هو راجل وبيحاول يبر بأمه... ده يخليكي تتمسكي بيه أكتر
سهى وبعدين لما أوافق دلوقتي وأرجع ليه... خلاص بقى معروف من دلوقتى حياتي هتبقى معاه أزاي... أمه هتضغط عليه في أي حاجة هي عايزاها... وانا هبقى الخسرانة وحياتي هتبقى معاه چحيم والحب ممكن في يوم من الايام يقلب كراهية... فارس لما يرفض طلبها مش هيعمل حاجة حرام
عزة بحزن بس افرضي رفض وهي جرالها حاجة وماټت... تفتكري انه ممكن يسامح نفسه ولا يسامحك وهتبقى حياتكم چحيم بردو بسبب إحساسه بالذنب
سهى والله بتمثل ياماما عليه
عزة وأفرضي التمثيل ده قلب جد وماټت
سهى بحيرة مش عارفة ياماما... مش عارفة فين الصح... بس اللي عارفاه كويس ان الحيزبون دي هتستغل مرضها في أي حاجة بعد كده لمصلحتها
عزة ربنا يكتبلك اللي فيه الخير ويطمن بالك وفكري كويس انتي عايزه إيه بالظبط عايزه تستمري معاه وترضي بأمه كازمة في حياتك... ولا مش هترضي وتنفصلي منه وانا في الحالتين معاكي وهكون جنبك
خرج فارس من عند سهى مهموم حزين... لا يعلم ماذا يفعل وكيف يحل هذه المشكلة الشبه مستحيلة... أمه وحياتها معرضة للخطړ في حالة رفضه وتمسكه بعدم الزواج... فهو لن يتحمل حدوث شئ لوالدته.... وفي نفس الوقت لا يتحمل جعل سهى حزينه وكسر قلبها.... مشى بدون هدى حتى انهكه التعب دون الوصول
ارتدت روكا بيجامتها المفضلة ذات اللون الوردي وعليها رسمة شخصيتها الكرتونية المحببة بسيط وسبونج بوب... سرحت شعرها وجمعته من الخلف على هيئة ضفيرة وغطت شعرها بقبعة صغيرة لينه قمتها مسطحة....حاولت النوم لكن النوم حلف عليها بعدم الاقتراب حتى تشبع بطنها الجائعة... التي أخذت في إصدار أصوات غاضبة تطالب بالطعام..
نهضت من على الفراش وتسللت بهدوء ناحية المطبخ... دون إنارة الضوء فتحت الثلاجة وعلى ضوئها أخرجت علبة من اللبن المبستر وعدة قطع من جبن المثلثات... التهمتهم مباشرة.... وقربت علبة اللبن من فمها لكي تشرب
النور أضاء فجأه... ألتفتت روكا مړعوپة لينسكب اللبن على فمها... ليتم إمساكها پتهمة السطو على الثلاجة
قاسم عندما سمع الأصوات الصادرة من المطبخ لم يكد يتخيل رؤيتها بهذا الشكل المضحك الطفولي... حاول كتم ضحكته بصعوبة متكلما بجدية... مشيرا بأصابعه تجاه علبه اللبن وبقايا علبة المثلثات
أنتي بردو مسمعتيش كلامي أن مفيش عشا ليكي واتسحبتي زي الحرامية واكلتي وانا قولت لأ... إختاري وسيلة عقاپ لعدم سمعانك الكلام... يأما الكرباج... يأما انيمك على رجلي وطراخ على وأشار على مؤخرتها... اقترب منها حتى أصبح يفصل بينهم خطوة واحدة... هااا تختاري أنهو...
روكا وجهت له نظرات مړعوپة... لم تستطع فتح فمها بالكلام
امسك قاسم علبة اللبن من يديها ووضعها على الطاولة التي بجانبه... لفت انتباهه القبعة التي ترتديها.. أشار بأصابعه تجاه القبعة قائلا أيه ده اللي لبساها
روكا بلجلجة دي طاقية عجبتني اشترتها وبحب ألبسها
قاسم فلتت منه ضحكة عالية أنا شكيت لثواني أن الدماغ دي بتفهم شوية بس إجابتك ليا أكدت أن الدماغ دي فاضية ومش معقولة عارفة معنى اللي حطاها فوق راسك... هقولك وهكسب فيكي ثواب... دى اسمها بيريه ولونها والعلامه اللي في نصها... والنوع ده من البريه كان علامة مميزة لشخص اسمه تشي جيفارا... تعرفي مين تشي جيفارا
هزت رأسها بالنفي
قاسم ممكن تقولي عليه رمز الثورات.. بطل ثوري لكل الشعوب
روكا بنبرة طفولية لأ معرفهوش... ممكن أمشي
قاسم بحدة مفتعلة ممكن... قبل التفاتها لكي تنصرف... أمسك أذنيها.. قوليلي قبل ماتمشي أسمك أيه الأول
ردت روكا
لما سمع ردها... قرص أذنها دون أفلاتها... قائلا بخشونة... قولتي أيه عشان مسمعتش كويس
روكا مطت شفتيها بحركة طفولية رقية... دبدبت على الارض بقدميها...
يبتسم على طفولتها... مقررا مع نفسه معاملتها كطفلة حتى تزهق وتمل من تعامله مقررة النضوج... تاركة استهتارها وعدم الإحساس بالمسؤولية
قاسم بلهجة أمر يلا أمشي
تخرج روكا من الغرفة مسرعة غير مصدقة نفسها أنها نجت من عقابه لها
دخلت غرفتها وأقفلت الباب عليها وبمجرد وضع رأسها على الفراش ذهبت في النوم سريعا
أستيقظ قاسم بعد أذان الفجر...توضأ وصلى ثم أرتدى ملابس الخروج
في غرفة روكا هناك شىء أقلق نومها ...لا تدرى ماهو ...خرجت من غرفتها وهى تفرك عينيها ...رأت قاسم يهم بالخروج من الشقة
روكا وهى تتثائب رايح فين
قاسم هوصل الحاج يحيي ومراته المطار عشان طالعين عمرة
روكا سألت بفضول مين دول 
قاسم أهلي وأصحاب البيت اللى ساكن فيه
روكا هتتأخر
قاسم نظر لها بتركيز أه هتأخر ...بعد ماأطمن انهم سافرو ...هفتح ورشة الحاج ...الورشة تحت البيت وهشتغل على كام حتة موبيليا المفروض أصحابها يستلموها خلال كام يوم
روكا ردت خلاص مادام انت هتفضل برا طول النهار ...هروح عند بابا وماما أقضى النهار هناك
قاسم رد أنتي هبلة ....تروحي
 

تم نسخ الرابط