زوجة على الهامش بقلم نداء علي
المحتويات
كان يراوغها دون اجابة وها هي قد فطنت إلى السبب.
نظرت إليه بتعب قائلة بشيء من اللوم
لحد امتى يا مصطفى لحد امتى هنفضل ندور في نفس الدايرة جوازك وطلاقك وبناتك وأنا أنا امتى هرتاح واستقر واعيش من غير ما أخاف امتى هفرح زي الناس ليه كده
مصطفى يا رضوى أنا مردتش اقولك علشان متزعليش نفسك انت اللي اصريتي تعرفي وكل يوم بتسأليني عن أمي وسبب غيابها.
مصطفى بصدق
على فكرة أنا مقولتلهاش انك حامل في ولد ولا اتصلت عليها بعد ما ولدتي
رضوى بيأس مش هتفرق أنا عاوزة اعرف دلوقتي موقفك ايه.
رضوى وايه اللي يمنعك أنا زي ما انا وانت زي ما انت
مصطفى اللي اتغير كتير يا رضوى انا وانت اتغيرنا تعبت من اللف والدوران نفسي ارتاح جنبك انتي وولادنا بس اعذريني وقدري حيرتي عارف ان ملكيش ذنب ولا يهمك بناتي التانيين بس دول حته مني مقدرش ارميهم لو سنهم كبير كنت دخلتهم مدرسة داخلي بس حرام عليا اتخلى عنهم وأنا واثق ان أمهم مبتفكرش فيهم من الأساس.
والمطلوب مني ايه اخدهم اربيهم مع ولادي اشوفهم قدام عيني ليل نهار واحړق دمي واعصابي انسى اني انسانه واتعامل على اني ملاك وماخدهمش بذنبك وذنب امهم خفت وضعف صوتها وخرج مټألما تشتعل بين أمواجه نيران الغيرة قائلة
امنع نفسي كل ما أشوفهم عن التفكير محاولش اتخيلك وانت مع امهم انسى ان اللي كان أماني وامنيتي بقى ملكها هي.
يا رضوى ارجوكي أنا فعلآ تعبان ياستي أنا مطلبتش ولا هطلب منك تربيهم
ان شاء الله هلاقي حل لو الدنيا قفلت أوي هدور على مؤسسة مضمونة تاخدهم الفترة اللي امي هتسافرها
نظرت إليه بحزن ولم تعقب فهي واقعة بين شقي الرحى بين واجب وواقع تفرضه الحياة وبين غريزة انثوية تنفرها من كل ما يخص سوزي تعلم أن أطفالها لا ذنب لهم لكنها تخشى وجودهم فربما تسيء اليهما وربما كان وجودهما استسلاما منها لأمر ترفض الاعتراف به انتشلها من حيرتها صوت رضيعها الباكي فاسرعت إليه وتركت مصطفى ينظر في أثرها بمزيد من الحيرة والضياع.
اقترب منها طفلها الأكبر بحب قائلا
ماما أخيرا رجعتي
قبلته همس باشتياق لا ينقطع فهو قطعة من روحها وابتسمت إليه بمشاكسة قائلة
ايه يا ايدو وحشتك
اياد بسعادة اه وحشتيني كتير وكمان مؤيد فضل مستني بس نام من شوية
همس بتعب وفين بابا
بابا نام وهو بينيم مؤيد
بادلته همس مزاحه قائلة مش معقول يعني بابا دخل ينيمه نام هو كمان ايه الناس دي يعني مفيش حد صاحي غير حبيب قلب ماما
اياد بسعادة ايوة أنا مش بعرف أنام من غيرك
ضمته إليها بقوة تستنشق عبيره تطمأن بقربه وتمنحه ما يحتاج من أمان حملته بحرص وهمست إليه
ايه رأيك نحضر العشا وبعدين نصحيهم ياكلوا معانا
اياد بحماس اوك بس أنا عاوز بيتزا
همس حاضر اعمل أحلى بيتزا
اقترب منهما همس وملامحه المرهقه تحكي الكثير هرول إليه اياد بعدما انزلته والدته تحدث إلى والده قائلا
ماما هتعمل بيتزا
فيصل هو أنا نمت كتير ولا ايه
نظر اليه اياد بغيظ قائلا
ايوة حضرتك نمت وسبتني لوحدي
فيصل مبتسما اخوك ضحك عليا ونيمني
همس طيب ادخلوا صحوه على ما اخلص علشان يلحق يفوق
فيصل ايه رأيك نتعشى برة نغير جو ونروح بعدها لمصطفى ورضوى نباركلهم على المولود
همس انت عارف اني مش بحب اكل المطاعم وبالنسبة لرضوى فأنا رحتلها.
فيصل پغضب رحتي من غير ما تقوليلي
جاهدت همس ألا تبادله غضبه پغضب أشد مراعاة لطفلهما فتحدثت إليه بود قائلة
حبيب ماما روح صحي اخوك وبابا هيحصلك
اياد بسعادة ماشي الټفت إلى والده قائلا
بابا مش تتخانقوا أنا هخاصمك لو زعلت ماما.
ابتعد اياد فتحدثت همس بحدة إلى فيصل قائلة
مبسوط كده عقدت الولد وارتحت انت مالك اروح لرضوى ولا مروحش مالك بيا أساسا انت فاكر انك ردتني لعصمتك فخلاص كل حاجة اتحلت
فيصل بهدوء في ايه يا همس أنا قدامك أهو بحاول بكل الطرق اراضيكي اعملك ايه بتحاولي تتجاهلي وجودي ليه هو مش الاصول بتقول انك قبل ما تروحي مكان اعرفه ولا ده من ضمن العقاپ.
همس ياربي افهمك ازاي انا تعبت وانا بحاول اتعامل معاك عادي مش قاااادرة أنا بمۏت من جوايا وكل ما بشوفك پتألم وولادي محتاجينك وروحهم فيك اعمل ايه بتحاسبني اني رحت لرضوى انا رحت ليها زيارة شغل قبل ما تكون زيارة عائلية كنت بديلها نصيبها من الصفقات اللي فاتت حاجة تسندها وتحسسها ان تعبها ليه قيمة ومكنش ينفع تروح معايا لأني.....
اقترب منها ناظرا اليها بعشق قائلا
لأنك ايه مش عاوزة حاجة تجمعني بيكي مش عاوزاني معاكي يا همسي!
دفعته بغيظ وهدرت پغضب
متقوليش الاسم ده تاني فاهم.
جذبها إليه عنوة وضمھا إليه باشتياق اشتياق متبادل واحتياج غريزي رغبة في السكون والسکينة.
ضاعف فيصل من احتضانها وكأنه يخشى أن تبتعد استسلمت همس باديء الأمر فمنحته املأ في المزيد اقتنص الفرصة وقبلها بنعومة قوية ورغبة متأججة لكنها لم تدعه ينعم بالكثير بعدما فرقت بينهما دموعها الحاړقة.
رفع وجهها إليه قائلا
ارجوكي يا همس بلاش دموعك دي أنا اسف
همس بضعف
صدقني متعودتش قربي منك يبقى مجرد رغبة من أول يوم اتجوزنا فيه كانت علاقتنا أمنية وعشق مش حساه ولا قادرة الاقيه مش عاوزة اعمل حاجة واندم عليها رغم انه حقك.
فيصل بصدق واختناق من رفضها له
وأنا مش عاوز مراتي وبس أنا عاوز همس حبيبتي همسي أنا ولحد ما ترجعلي مستحيل اجبرك على حاجة.
تركها وغادر مسرعا عليه بالذهاب إليه عليه أن يفهم ربما يستريح لن يقف مكتوف الأيدي هكذا إلى الأبد
وقف أمام البيت الذي يقطن بداخله شقيقه الغير شقيق تنهد بتيه يسعى لاستجماع شتاته ولم يدر متي وكيف انتهى به الحال أمامه
ابتسم بوجهه وتمنى أن يصافحه بحرارة لكنه اكتفى بقدومه تحدث إليه بود قائلا
ادخل يا فيصل كنت منتظرك من زمان.
ولا ندرك ما للربيع من رونق وتميز إلا بعدما يأت الخريف ويعصف بأزهارنا فيهلكها فننظر إلى أوراقها الجافة الفاقدة للحياة بتمني وندم على ما فات..
لم تستمع سوزي إلى صوت والدتها المحذر لقد طلبت إليها التعقل والسعي لاستعادة تامر إليها لكنها لم تهتم بل صاحت قائلة
أنا هروحلها هعرفها مقامها واڤضحها متجوزها في السر ودلوقتي جاي يعملها قيمة ويساويها بيا.
وبختها والدتها لكنها صمت اذنيها فقد أعماها غرورها واعتقدت واهمة أن تامر لن يتخلى عنها مهما فعلت..
انطلقت بسيارتها تسابق الوقت وبداخلها ڠضب لا
حدود له انسابت دموعها فقد اختل عالمها بأكمله زواجها من مصطفى وحياتها معه لقد اعتادت تدليله لها ربما كان عليها الانصات إليه والاكتفاء بما لديه لم تكن راغبة
متابعة القراءة