زوجة على الهامش بقلم نداء علي

موقع أيام نيوز

أحد أحلامنا لا تنته ورغباتنا تغرقنا رغم براعتنا في العوم
سلام على من فتحت له الدنيا جناحيها وحلقت به نحو كل مرغوب فأبى أن يترك من خلفه قلوب سلمته مفاتيح الروح ومنحته مواثيق الأمان.
سعل ياسين بقوة فمد إليه أحد زملاء السكن كوبا ساخنا من الليمون قائلا
اشرب ده يا ياسين ان شاء الله بالشفى.
تساءل محمود قائلا
يعني كان لازم تنزل في المطر ياعم ما قولتلك بلاش.
ياسين بتعب
أنا متعود أول ما الراتب ينزل ابعت مصاريف البيت.
محمود دون اقتناع
وهي الدنيا هتطير أهو ده اللي بناخده من الغربة يطلع عين اللي خلفونا وفي الاخر غيرنا يتمتع بفلوسنا.
ياسين بهدوء
غيرنا مين بس دول ولادنا وأهلنا وبعدين هي فلوس الدنيا كلها تعمل ايه وهما محرومين من وجودنا
تأفف محمود من حديث ياسين فكلاهما مؤمن بما يفعله ولن يتغير استأذن ثالثهما قائلا 
استأذن أنا بقى الدوام بتاعي قرب خلي بالك من نفسك يا أبو اسلام ولو احتجت حاجة كلمني.
انتظر محمود قليلا إلى ان غادر زميلهما واقترب في جلسته من ياسين قائلا
بص ياعم انت مش هترتاح ولا تاخد راحتك في الغربة غير لما تشوفلك واحدة تدلعك وتنسيك التعب والشقى
ياسين بتعجب 
ما أنا متجوز الحمد لله.
محمود وهي فين وانت فين اتجوز واحدة تشوف طلباتك ولو خاېف من مراتك اتفق مع اللي هنا انه جوازكم محدش يعرف عنه حاجة واطمن في ستات كتير هنا بتتمنى وبنات كمان مسبقش ليهم جواز.
ياسين بحدة طفيفة 
بقولك ايه يا محمود سيبني في حالي الله يكرمك وبدال ما قاعد تقنعني اتجوز روح شوف مراتك وصالحها ولا انت هتطلقها هي وابنك كمان.
محمود بثقة
ولا طلاق ولا حاجة الستات دول بتوع حوارات هتقعد تندب كام شهر وتعمل نفسها ضحېة ولما متلاقيش فايدة هترجع زي الفل وتعيش وتحمد ربها انت بس اللي قلبك خفيف فكر في كلامي ولو ناوي اشوفلك ست حلوة كده تشيل عنك وتساندك في وحدتكأنا عاوز مصلحتك صدقني الراجل غير الست ميقدرش يعيش لوحده ولا يتحكم في احتياجاتهوفي الأول والآخر انت لسه شاب وتقدر تفتح بيت واتنين يبقى إيه المانع
تحدث عم والدتها بحدة ورفض لما تفعله قائلا
والراجل عمل ايه غلط اتجوز وده حقه وبعدين يا رضوى الست العاقلة تصون بيتها وجوزها مهما عمل ولا ايه يا أم رضوى!
ابتسمت والدتها پانكسار هامسة
بقولها كده بتزعل مني وبعدين دي حملها تقيل هتعمل ايه في بناتها التلاته وغير كده يا خويا لو اتطلقت هتسيب الجمل بما حمل للبت اللي اتجوزها وبنتي هي الخسرانة هو يعيش حياته وهي يتطقم ضهرها في تربية العيال.
اجابها الآخر دون اعتبار لتلك الجالسة إلى جواره
واحنا معندناش طلاق ولو عاوزة تطلق تروح تديله عياله احنا مجوزنها بطولها يبقى ترجعلنا بطولها برده
انتفضت رضوى قائلة پقهر
متشغلش بالك يا خالي ولا تحملوا همي أنا وبناتي ربنا موجود حسبي الله ونعم الوكيل في كل انسان ظلمني وۏجع قلبي وكسر نفسي
تساءل بهدوء
يعني هتعملي ايه هترجعي بيتك ولا نكلم الراجل يطلقك وياخد بناته!
بدأت دموعها في الهرب تتسارع تباعا وكأنها تهفو إلى الحرية نظرت إليهم قائلة
راجعة بيتي يا ماما اطمنوا رضوى وبناتها مش هيعيشوا عالة على حد ويوم ما اقرر انفصل عن أبوهم هاخدهم جوة حضڼي مستحيل اسيبهم للدنيا القاسېة دي هحميهم واتحامى فيهم.
لم يهتم أحدهم لما تقول قدر اهتمامهم بقرارها على العودة
تحدث إليها بلهجة آمرة
يبقى تسحبي القضية وملوش لزوم الپهدلة عالمحاكم وقلة القيمة وأنا هتصل على مصطفى اطيب خاطره بكلمتين واخليه يشوف طلباتكم.
تحركت في صمت تسخر بداخلها من أحوال البشر فكيف لأحدهم أن يرى الجاني بريئا وهل ستبقى هكذا إلى الأبد أم أن الحياة مازالت تحتفظ بين طياتها بالكثير.
الفصل الخامس
قد تهوى النفس مرارا وقد تتبدل الوجوه والأشخاص ويبقى شخص ما متملك للروح ابتسامته حياة وقربه ارتياح ورغم ابتعاده عن مرمي البصر يراه القلب ويئن شوقا إليه ولكن تدفعنا الحياة بعض الأوقات لسحق قلوبنا من أجل أخرون تعلقت مصائرهم بنا
ونختار العدل قبل السعادة التي تعني دمار لقلوب غيرنا.
................................
عودة بالزمن إلى سنوات مضت...
عاد الي سنوات مضت سنوات كانت صعوبتها لها مذاق خاص.
حفل زفاف ملئ بالكثير من الحضور زفاف أحمد الصديق المقرب لياسين يبتسم ياسين بسعادة تغمره فرحا بصديقه وعائلته التي يراها أسرته الثانية فوالدة أحمد تعامل ياسين بعطف وحب كما لو كان ابنا لها.
يقضي داخل بيتهم الكثير من الوقت ولا يشعر بالملل بل لا يود أن يفارقهم.
صخب يحيط به واصوات متداخلة
ولكن مهلا لم عم الصمت وخيم السكون من حوله
لم ينبض قلبه بتلك القوة المرعبة لقد وقع ياسين أسيرا لعيناها رغم أنه قد رأها من قبل مرات لا تعد ولكن الليلة يختلف كل شئ تبدو فاتنه ساحرة لا أحد بالكون
يشبهها.
فرح الشقيقة الصغري والابنة المدللة في بيت لا فتيات به سواها طفلة ترعرت تحت ناظريه وكان يراها يوما بعد أخر وبداخله مشاعر يتجاهلها ولكن رؤيته لها الليلة أطاح بكل شيء هو بالفعل يحبها.
اقتربت فرح من وقفته قائلة برقة
ازيك يا ياسين متعرفش عمر أخويا فين.
لم يستطع ياسين أن يجيبها بل اكتفى بنظراته التى جعلت وجهها يزداد اشراقا وسعادة لتعيد سؤالها من جديد قائلة
ياسين انت معايا
ياسين بهدوء ايوة يا فرح عاوزة عمر ليه
فرح بخجل وشوق تجاهد في اخفائه ماما عاوزاه.
ياسين حاضر هطلع ادور عليه وابعته.
وتركها وغادر لكنه قد عزم أمره أن تصبح له لقد تأكد الآن انه عاشق لها ولم يبق سوى خطوة واحدة سيطلب يدها فما كان له أن يسئ إلى صديقه ويستغل شقيقته دون رباط شرعي عليه بالتصرف الصحيح فهو لا يريد سواها زوجة له.
وللأم دور خطړ في غرس بذور المبادئ بداخلنا فهي من تروي بأفكارها جذور الحق وتزهق الباطل في مهده قبل ان يترعرع وتتفرع اغصانه.
استمع مصطفى الي توبيخ والدته الذي استمر إلى أن هدأت ثورتها لتخاطبه برفق قائلة
ياواد ياخايب حد يرفض النعمة ويقولها لأ
مصطفى يا أمي أنا متفق مع سوزان من البداية اني مش عاوز عيال تاني
سوسن مش يمكن ربنا يكرمك بحته عيل يشيل اسمك بدل ال٣ بنات اللي مجبتش غيرهم يابني الولد بيشيل اسم ابوه ويسند ضهره ويورث خيره.
مصطفي يا أم مصطفى كان زمان الكلام ده ومبقاش في فرق بين بنت وولد وانا بناتي متربيين احسن تربية وامهم مش مقصرة في تعليمهم بالعكس متفوقين ماشاء الله
سوسن ومتهتمش ليه ياخويا وراها الديوان قاعدة متستته وكل حاجة تحت رجليها ولا بتشتغل ولا متبهدلة زي غيرها.
سيبك منها وخلي بالك من سوزي وان شاء الله هتجبلك الولد وتفرح قلبي وقلبك.
مصطفى خلاص يا أمي اللي تشوفيه واطمني علشان خاطرك هراضيها لما اروح.
................................
في المساء انتهت همس من ارتداء ملابسها ووضع حجابها فوق رأسها بأناقة واضحة
تطلع اليها فيصل بغيظ قائلا 
بقالك ساعة بتقولي خلصت وبعدين من امتى بتحطي مكياج يا مدام
ابتسمت همس بخجل قائلة 
عادي يا فيصل انا مش بحب الميكب بس حاسة نفسي مرهقة ووشي اصفر.
فيصل لو تعبانة بلاش نروح هتصل على مصطفى واعتذر منه.
همس بحب لا أن شاء الله هبقى كويسة انت عارف رضوى غالية عندي ازاي
تم نسخ الرابط