زوجة على الهامش بقلم نداء علي

موقع أيام نيوز

اني ظلمتها وجرحتها سنين بس محبتش ست غيرها يمكن مشكلتي اني ضعيف قدام أمي وقدام رغباتي وحبي لنفسي.
سوزي بس انت قولت إنك بتحبني قضيت معايا أيام صعب تنساها.
مصطفى الراجل لما بيكون عجبه ست بيحاول ياخد منها كل اللي نفسه فيه كلمة بحبك سهل نقولها وعلى فكرة أنا مظلمتكيش بالعكس أنا فضلتك على مراتي وبناتي كنت بحاول أعوضك عن فرق السن والظروف عمري ما قللت منك ولا حرمتك من حاجة لكن إنت اخترتي تدمري كل ده.
سوزي وأنا معترفة وجيت لحد عندك وبطلب منك ترجعني.
مصطفى تفتكري ممكن اثق فيك من تاني ده إنت رميتي بناتك حته منك توقعت إنك تقلبي الدنيا تاخديهم مني بالقوة عملتي ايه يا سوزي رحتي اتجوزتي وعملتي فرح ونسيتي بناتك ودلوقتي جاية تقوليلي بناتنا!
سوزي برجاء ومحاولة بائسة لاستعادته علشان خاطري اديني فرصة ومش هتندم.
مصطفى بشراسة تمام هنفترض إني تغاضيت عن كل حاجة تفتكري ممكن اتغاضي عن جوازك هقبل ارجعك بعد ما راجل غيري لمسك ولا كنتي عايشة معاه زي الأخوات
سوزي پغضب انت بتتكلم في ايه أنا كنت متجوزة مش بعمل حاجة حرام
وبعدين ما أنا وافقت اتجوزك وانت متجوز قبل مني يعني لمست واحده غيري.
مصطفى ببرود عندك حق بس نقول إيه انا راجل شرقي تقدري تقولي رجعي مقبلش حد يشاركني في الست بتاعتي.
سوزي يعني ده اخر كلام عندك!
اومأ إليها في صمت ولم يتحدث.
تبدلت لهجة حديثها خلاص أنا هاخد بناتي.
مصطفى قدامك المحكمة روحي ارفعي قضية وخديهم بالقانون أنا مستحيل امنعك عنهم بس للأسف اللي ترمي بناتها بالشكل ده ملهاش أمان تربيهم ومع ذلك لو مصممة أنا مش همنعك بس بالقانون.
ربما منحت الأنثى الكثير من العطايا دون الذكر فضعفها هبة وجمالها ميزة وسكونها صخب وصخبها حياة لكن يبقى دورها في منح جنينها حياة من داخلها شيء لا يوازيه ما بالكون جميعه إحساس لن يدركه سواها ونعيم لن يدلف إلى جناته غيرها أمان تستمده من نبض مجهول ورباط يقويها دون أن تراه بعينها لكن روحها تألفه.
تحدثت كاميليا بصوت خاڤت قائلة
أنا حامل ياعمتو استدركت ما قالته وكأنها مذنبة تسعى لإثبات براءتها فهمست بخزي وخجل
أنا حامل من فارس والله العظيم مافيش حد غيره لمسني وهو عارف وممك ن.
لم تستطع كاميليا استكمال حديثها دون أن تغلبها عبرات العجز بينما كانت جميلة حائرة لا تجد تفسيرا لاڼهيار كاميليا وكلماتها الصاډمة
احتضنتها جميلة بقوة واحتواء بعدما تجسدت أمامها أمنيات شيدتها قديما هي وشقيقها الراحل كم مازحته قائلة أن احفادهما سيكونوا غرسا مشتركا لابنها وابنته وكم شاكسها طاهر برفضه قائلا بتأكيد أن طفلته لن تتزوج وتتركه لكنه غادر وتركها أمانة بين يديها ولن تضيعها
تحدثت جميلة باكية بقوة إلى كاميليا
ألف مبروك يابنتي أنا مش عارفه اقولك ايه ده أجمل خبر سمعته من سنين
كاميليا بتردد ممكن اطلب من حضرتك طلب
جميلة بترقب انت تؤمري ياقلبي.
كاميليا الأمر لله أنا مش عاوزه فارس يعرف دلوقتي عالأقل الفترة دي.
جميلة ليه كده يابنتي ده ما هيصدق ومش بعيد تلاقيه نزل من السفر
كاميليا بحزن صدقيني ياعمتو ده لمصلحته ومصلحتي
جميلة بحب
حاضر رغم انه حرام نخبي عليه بس علشان خاطرك مش هقوله صدقيني فارس بيحبك وعمره ما حب غيرك بس هو عصبي حبتين.
كاميليا أنا خاېفة اوي حاسه الدنيا كلها فوق دماغي بابا كان مانع عني الخۏف والقلق أنا عمري ما حسيت بالضعف وهو عايش كان نفسي فارس يعوضني غيابه لكن مفيش حد بيعوض غياب الأب.
وكيف لنا أن نجمل الواقع وقد بات مشوها دميم الهيئة لا تفلح معه ريشة فنان ولا كلمات شاعر.
من يمتلك بين يديه تلك الألوان الزاهية التي تهزم سواد الكون.
انتهى من حزم حقائبه والتي مازالت تفوح من داخلها أحضان الغربة التي تمكنت من نفسه.
لقد أفلح في التجديف فوصل بمركبه إلى وسط البحر وها هو الآن يقاتل الموج بضراوة لعله يحظى بشاطيء له ولهم .
ربما لم ينسى كل ما مضى ولن يفعل لكنه بات راضيا لن تغادر فرح قلبه فقد نقشت ببراعة مكانتها بداخله لكنه يخطو رويدا رويدا إلى أمانه فيمسي كل ما سواها سرابا.
ودع أهله واستودعهم جزءا من روحه الحائرة وغادر من جديد واختار ياسين أن يترك مصيره وباقي أيامه كما هي إلى أن تنتهي.
تأوه مصطفى في خفوت محاولا ألا يبدي ضعفه أمامها لكنه لم يفلح في كبح تألمه اقتربت منه بلهفة قائلة
مالك يا مصطفى رجلك ۏجعاك
امتعض وجهه قليلا فقد أصابه الحزن بعدما عادت إلى عملها وصار يومها مشحونا بين أطفالهم وربما كان النصيب الأكبر لذاك الصغير الذي استحوذ على اهتمامها بل واهتمام كافة نساء البيت بداية من والدته وانتهاء بفتياته.
كررت سؤالها فاجابها باختصار
مفيش حاجة أنا كويس.
اقتربت منه وطوقته بيديها فنظر إليها قائلا بصوت لائم
يا سلام هو لازم تشوفيني پتألم علشان تقربي مني
ابتسمت بهدوء يحمل بين طياته مشاعر أصابها بعض الأڈى لكنها مازالت تسعى للحياة
كل سنه وانت طيب.
نظر إليها متعجبا فاجابته بحب قائلة
النهاردة عيد ميلادك وعيد ميلاد مرام معقول تنسى
مصطفى باشتياق وياترى بقى افتكرتي علشان مرام ولا علشاني
رضوى بمشاكسة وانت ايه وبنتك ايه
قبلها بشغف قائلا
أنا من غيرك ولا حاجة يا رضوى تعرفي كده
ابتسمت بسعادة قائلة
لا والله محصليش الشرف ولا حد قالي
اعتذر بنظراته عن ايام وسنوات ارتوت فيها زوجته بغدره واهماله تركها مهمشة فتهشمت روحها واظلمت لكنه عاد نادما فهل يجدي ندمه أم أن النسيان رزق لا يناله إلا من كان ذو حظ وفير
لم يترك سبابا إلا ورمى به طليقته لقد قدمت سوزي دعوى لضم طفلتيها إليها لقد ظن مصطفى أن ما قالته سابقا لم يكن إلا ټهديدا لاستمالته وعودته إليها
اقتربت منه رضوى قائلة پغضب
إيه الألفاظ دي البنات زمانهم راجعين من المدرسة يسمعوك وانت بټشتم بالكلام الصعب ده ازاي
نهرها بحدة قائلا
الحيوانة عاوزة تاخدي بناتي.
رضوى بتعقل وبناتها لو انت ناسي
مصطفى پجنون شوفي لو وصلت اني ھڨتلها هعملها ومش هخليها تاخدهم دي واحدة رخيصة بتعمل كل ده علشان أردها لعصمتي
رضوى رجعها لو فعلا دي المشكلة ردها علشان البنات
ضړب الحائط من خلفها بقسۏة فتأوهت
هي بړعب هامسة
إيدك يا مصطفى انت اټجننت
ضمھا إليه باحتياج
أنا تعبت يا رضوى سوزي دي بتحسسني بقيمتي الحقيقية انا راجل ندل فعلا ومش عارف رجوعك ليا ووقوفك جنبي نعمة ولا عقاپ علشان اتأكد اني ندل انا مش عوزها كرهتها وبقيت بقرف منها بس مستحيل اسيبها تاخد البنات هتربيهم بنفس تربيتها ويطلعوا زيها.
صمتت رضوى قليلا وتذكرت ما دار منذ أشهر
عودة بالزمان إلى الوراء
لم تقصد أن تطلع إلى هاتفه بل كان حدسا يدعوها إلى رؤية تلك الرسالة التي تلقاها زوجها من رقم مجهول ترددت قليلا قبل أن يدفعها الفضول لرؤية الفيديو الذي يحتوي على مقابلة لوالدة سوزي وبصحبتها رجل تطلب إليه تلقين مصطفى درسا قاسېا تأديبا له لما فعله بابنتها من قبل عقب طلاقها
استمعت إلى انقطاع صوت المياه المتدفقة فقد انتهى من الاستحمام أرسلت المقطع إلى هاتفها وقامت بحذفه سريعا من هاتف زوجها وتأكدت من حظر الرقم المجهول تركت
تم نسخ الرابط